دعاء ختم القرآن العظيم 

للشيخ أبي بكر بن الشيخ محمد بن عمر الملا

المولود 1198هـ المتوفى 1270هـ

رحمه الله رحمة واسعة

آمين

 -----------------------------------

------------------------------------

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ حَمْدًا يَفُوقُ وَيَعْلُو حَمْدَ الحَامِدِينَ ، حَمُدًا يَكُونُ لَنَا رِضَىً وَذُخْرًا عِنْدَ رَبِّ العَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، الَّذِي دَحَى الأَقَالِيمَ ، وَأَحْيَى العِظَامَ وَهِي رَمِيمَ ، مَالِكِ يَومِ الدِّينِ ، لَيسَ لَهُ فِي المُلْكِ مُنَازِعٌ وَلا قَرَينٌ وَلا شَرِيكٌ وَلا وَزِيرٌ وَلا مُعِينٌ ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ بِالتَّوحِيدِ ، وَنَعْتَرِفُ بِالإِجْرَامِ ، وَنَسْتَغْفِرُكَ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ وَالآثَامِ ، وَنَسْتَغِيثُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ؛ عَلَى كُلِّ حَاجَةٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ ، وَنَسْتَهْدِيكَ ؛ فَلا هَادِيَ لَنَا غَيرُكَ يَا هَادِيَ المُضِلِّينَ ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ ؛ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، غَيرِ المَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ، آمِينَ .

سُبْحَانَ اللهِ تَعْظِيمًا لأَسْمَائِهِ عَدَدَ المَعْلُومَاتِ ، وَالحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا عَدَدَ المَخْلُوقَاتِ ، وَلا إلَهَ إلا اللهُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ ، فَاطِرُ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ ، وَاللهُ أَكْبَرُ تَكْبِيرًا لِجَلالٍ مَلأَ الكَائِنَاتِ ، وَلا حَولَ وَلا قُوةَ إلا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ، كَنْزُ الخَيرَاتِ وَالسَّعَادَاتِ ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ؛ سَيِّدِ السَّادَاتِ ، وَسِرِّ البَرَكَاتِ ، وَسَبَبِ الخَيرَاتِ ، النَّبِيِّ الأُمِّيِّ ، الصَّادِقِ الأَمِينِ ، خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَنْصَارِهِ وَأَحْبَابِهِ ، وَعَلَى جَمِيعِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ ، وَعَلَينَا مَعَهُمْ بْرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  .

اللَّهُمَّ  إِنَّا نَسْأَلُك يَا اللهُ ، يَا اللهُ ، يَا اللهُ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  ، يَا ذَا الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ ، يَا ذَا العَظَمَةِ وَالسُّلْطَانِ ، يَا ذَا العِزَّةِ وَالبُرْهَانِ ، يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، بِجَلالِ جَمَالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ ، وَضِيَاءِ سَنَاءِ نُورِكَ العَظِيمِ ، أَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِي الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ ، وَأَنْ تَتَقَبَّلَ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ، وَأَنْ تُنْزِلَ عَلَى قُلُوبِنَا مِنْ نُورِ الذِّكْرِ وَالحِكْمَةِ وَاليَقِينِ ، فِإِنَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ ؛ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، اللَّهُمَّ  يَا مَن هُوَ الأَولُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ ، يَا مَنْ نِعَمُهُ لا تُحْصَى ، وَأَمْرُهُ لا يُعْصَى ، وَنُورُهُ لا يُطْفَى ، وَلُطْفُهُ لا يُخْفَى ، يَا مَنْ عَمَّ العِبَادَ فَضْلُهُ وَعَطَاؤُهُ ، وَوَسِعَ البَرِيَّةَ جُودُهُ وَنَعَمَاؤُهُ ، نَسْأَلُ مِنْكَ الجُودَ وَالإِحْسَانَ ، وَالعَفْوَ وَالغُفْرَانَ ، وَالصَّفْحَ وَالأَمَانَ ، وَتَوبَةً تَجْلُو أَنْوَارُهَا ظُلُمَاتِ الإِسَاءَةِ وَالعِصْيَانِ ، يَا عَظَيمُ يَا مَنَّانُ ، يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَنُ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  .

اللَّهُمَّ  لَكَ بَهَاءُ الجَلالِ فِي انْفِرَادِ وَحْدَانِيَّتِكَ ، وَلَكَ سُلْطَانُ العِزِّ فِي دَوَامِ رُبُوبِيَّتِكَ ، بَعُدَتْ عَلَى قُرْبِكَ أَوهَامُ البَاحِثِينَ عَنْ بُلُوغِ صِفَاتِكَ ، وَتَحَيَّرَتْ أَلْبَابُ العَارِفِينَ فِي جَلالِ عَظَمَةِ ذَاتِكَ ، جَمِيعُ الخَلْقِ مَقْهُورُونَ بِقُدْرَتِكَ ، نَوَاصِيهِمْ فِي يَدِكَ ، وَقُلُوبُهُمْ فَي قَبْضَتِّكَ ، يَا إِلَهَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، نَتَوَسَّلُ إِلَيكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ ، وَبِوَجْهِكَ الكَرِيمِ ، وَبِدِينِكَ القَوِيمِ ، وَبِصِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ ، وَبِالسَّبْعِ المَثَانِي وَالقُرْآنِ العَظِيمِ ، أَنْ تَكْفِينَا شَرَّ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ ، وَتُدْرِكْنَا بِلُطْفِكَ وَرَحْمَتِكَ ، وَتُنَجْيَّنَا مِنَ الغَمِّ يَا مُنَجْيَّ المُؤْمِنِينَ .

اللَّهُمَّ  اقْذِفْ فِي قُلُوبِنَا رَجَاكَ ، وَاقْطَعْ رَجَاءَنَا عَمَّنْ سِوَاكَ ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا فِي سَبَيلِكَ ، وَاجْعَلْ  هَوَانَا تَبَعًا لِمَا جَاءَ بِهِ حَبِيبُكَ ، وَأَعِنَّا عَلَى التَّوحِيدِ وَمَكَارِمَ الأَخْلاقِ ، وَارزُقْنَا فِي مَحَبَّتِكَ عِلْمًا نَافِعًا ، وَرِزْقًا حَلالاً وَاسِعًا ، وَحِفْظًا كَامِلاً ، وَفَهْمًا ذَكِيًّا ، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ ، وَطَبْعًا صَفِيًّا وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً وَأَدَبًا مَرْضِيًّا وَاجْعَلْ  إِيمَانَنَا إِيمَانًا مُحَمَّدِيًّا أَحْمَدِيًّا ، ثَابِتًا رَاسِخًا قَويًّا ، وَكُنْ لَنَا يَدًا وَمُؤَيِّدًا ، وَلا تَجْعَلْ لِفَاجِر عَلَينَا يَدًا ، وَاجْعَلْ  عَيشَنَا عَيشًا رَغَدًا ، وَلا تُشَمِّتْ بِنَا عَدُوًّا وَلا حَاسِدًا ، وَارْزُقْنَا تَمَامَ الوُضُوءِ ، وَتَمَامَ الصَّلاةِ ، وَتَمَامَ رِضْوَانِكَ ، وَتَمَامَ مَغْفِرَتِكَ ، وَاجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِينَ المُتَطَهِّرِينَ .

اللَّهُمَّ  وَاهِدِنَا مِنْ عِنْدِكَ ، وَأَفِضْ عَلَينَا مِنْ فَضْلِكَ ، وَانْشُرْ عَلَينَا مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَأَنْزِلْ عَلَينَا مِنْ بَرَكَاتِكَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا ، وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا ، وَعَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا ، وَزِدْنَا عِلْمًا وَفَضْلاً ، وَأَعِذْنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ ، وَأَغِثْنَا مِنْ غَيرِ بَطَرٍ ، وَالطُفْ بِنَا يَا لَطِيفُ ، يَا لَطِيفُ ، يَا لَطِيفُ ، وَأَدْخِلْنَا فِي عِبَادِكَ المُهْتَدِينَ .

اللَّهُمَّ  ارْضَ عَنَّا ، وَلا تَغْضَبْ عَلَينَا ، وَعَافِنَا وَاعْفُ عَنَّا ، وَاسْتَعْمِلْنَا فِي مَرَاضِيكَ ، وَاجْعَلْ  القُرَآنَ العَظِيمَ بَصَائِرَ لَنَا ، وَهُدىً وَرَحْمَةً لَنَا ، وَاجْعَلْهُ شِفَانَا وَغِنَانَا ، وَهُدَانَا وَبُشْرَانَا ، وَأُنْسَنَا فِي دُنْيَانَا وَأُخْرَانَا ، وَاجْعَلْهُ لَنَا سُلْطَانًا وَبُرْهَانًا ، وَارْزُقْنَا كَمَالَ الإِيمَانَ بِهِ ، وَمَحْبَتَهُ ، وَحُسْنَ تِلاوَتِهِ ، وَزِدْنَا بِتِلاوَتِهِ وَآيَاتِهِ إيمَانًا ، وَاجْعَلْهُ حُجَّةً لَنَا يَا رَبَّ العَالَمِينَ ، وَاجْعَلْنَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنْ عِبَادِكَ المُخْلِصِينَ .

اللَّهُمَّ  وَأَعِذْنَا مِنْ هَجْرِ الْقُرْآنِ ، وَمِنْ قَطِيعَةِ الأَرْحَامِ ، وَمِنْ شَرِّ قَاطِعِيَهَا ، وَأَعِذْنَا مِنْ تَرْكِ الصَّلاةِ ، وَمِنْ شَرِّ تَارِكِيهَا ، وَأَعِذْنَا مِنْ الزِّنَا ، وَمِنَ الرِّبَا ، وَمِنَ الرِّيَا ، وَمِنَ الشَّكِّ وَالشِّرْكِ ، وَالكُفْرِ وَالنِّفَاقِ ، وَسُوءِ الأَخْلاقِ ، وَمِنْ شَرِّ المَعَاصِي وَشَرِّ عَامِلِيهَا ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ المُفْلِحِينَ .

اللَّهُمَّ  وَقِنَا جَمِيعَ الأَسْوَاءِ ، وَلا تَجْعَلْنَا مَحَلاًّ لِلبَلْوَى ، وَطَهِّرْ أَسْرَارَنَا مِنَ الشَّكْوَى ، وَأَلْسِنَتِنَا مِنَ الدَّعْوَى ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أُولِي التَّقْوَى ، وَالبُشْرَى وَالحُسْنَى ، وَالزِّيَادَةَ المُبَارَكَةَ فِي الدِّينِ وَالدُنْيَا وَالأُخْرَى ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الشَّاكِرِينَ .

اللَّهُمَّ  ؛ وَاقْطَعْ عَلائِقَ الشَّيَاطِينَ مِنْ قُلُوبِنَا ؛ بِرِزْقٍ تَرْضَاهُ ، وَسَكَنِ اضِطِرَابِ نُفُوسِنَا ؛ بِكُنُوزِ لا َحولَ وَلا قُوةَ إِلا بِاللهِ ، وَارْزُقْنَا كَمَالَ الرِّضَى بِحُكْمِكَ ، وَحَلاوَةَ الاسْتِسِلامِ لأَمْرِكَ ، وَأَرِحْ أَبْدَانَنَا وَقُلُوبَنَا وَعُقُولَنَا مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَغَمٍّ بِوسِعِ عَطَائِكَ ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ آمَنَ بِكَ وَتَوَّكَلْ عَلَيكَ ، وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ .

اللَّهُمَّ  وَأَحْيِي قُلُوبَنَا بِنُورِ مَعْرِفَتِكَ ، وَامْلأْهَا بِتَوحِيدِكَ وَمَحَبَّتِكَ ، وَاسْتَعْمِلْنَا فِي طَاعَتِكَ ، وَأَذِقْنَا بَرْدَ عَفْوِّكَ ، وَحَلاوَةَ مَغْفِرَتِكَ ، وَلَذِيذَ مُنَاجَاتِكَ ، وَحُسْنِ الثِّقَةِ بِكَ ، وَكَمَالِ السَّلامَةِ فِي الدِّينِ ، وَحُسْنِ اليَقِينِ ، وَأَدْخِلْنَا فِي عِبَادِكَ الصَّادِقِينَ .

اللَّهُمَّ  وَهَبْ لَنَا شَرَفَ تَقْوَاكَ ، وَارْحَمْنَا رَحْمَةً تُنْسِينَا بِهَا كُلَّ شَيءٍ سِوَاكَ ، وَأسْبِلْ عَلَينَا جَمِيلَ سِتْرِكَ ، وَحَبِبْ إِلَينَا لِقَاكَ ، وَهَبْ لَنَا الرِّضَى عَنْكَ ، وَنَعِّمْنَا بِرِضَاكَ ، وَقِنَا شَرَّ نُفُوسِنَا ، وَشَرَّ مَا فِينَا ، وَانْزَعْ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قُلُوبِنَا ، وَأَخْرِجْ حُبَّ الرِّيَاسَةِ مِنْ رُؤُوسِنَا ، وَهَبْ لَنَا جَاهًا نَكُفُ بِهِ الظُلْمَ وَالظَالِمِينَ ، وَأَدْخِلْنَا بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .

اللَّهُمَّ  وَشَرِّفْ مَسَامِعَنَا فِي خِطَابِكَ وَفَهِّمْنَا أَسْرَارَ كِتَابِكَ ، وَقَرِّبْنَا مِنْ أَعْتَابِكَ ، وَامْنَحْنَا مِنْ لَذِيذِ شَرَابِكَ ، وَطَهِّرْ سَرَائِرَنَا مِنْ كُلِّ شَيءٍ يُبْعِدُنَا مِنْ حَضَرَاتِكَ ، وَيَقْطَعُنَا عَنْ لَذِيذِ مُوَاصَلاتِكَ ، وَافْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ فَتْحِكَ وَشُكْرِكَ ، وَحِفْظِكَ وَجُودِكَ وَنَصْرِكَ ، وَفَضْلِكَ وَهَدْيِّكَ وَرُشْدِكَ ، وَأَلْبِسَنَا مَلابِسَ لُطْفِكَ ، وَأَقْبِلْ عَلَينَا بِحَنَانِكَ وَعَطْفِكَ ، وَاحْرُسْنَا بِعَينِكَ وَعَونِكَ ، وَاخْصُصْنَا بِأَمْنِكَ ومَنِّكَ ، وَتَوَّلَّنَا بِاخْتِيَارِكَ وَخَيرِكَ ، وَلا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا ، وَلا إِلَى كَلاءَةِ غَيرِكَ ، وَاجْعَلْنَا مِمَنْ لَزِمَ مِلَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلَينَ .

 

اللَّهُمَّ  وَتَقَبَّلْ مِنَا ، وَاحْفَظْ نِعْمَتَكَ عَلَينَا ، وَوَفِقْنَا وَارْزُقْنَا كَمَالَ العَفْوِّ وَالعَافِيَةِ وَالمُعَافَاةِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأَلحِقْ بِنَا فِي ذَلِكَ أَهْلَنَا وَأَصْحَابَنَا ، وَمَنْ أَحَبَّنَا ، وَجَمِيعَ المُسْلِمِينَ ؛ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  .

اللَّهُمَّ  سُقْ إِلَينَا مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يُغْنِينَا ، وَأَنْزِلْ عَلَينَا مِنْ بَرَكَتِكَ مَا يَكْفِينَا ، وَادْفَعْ عَنَّا مِنْ نِقْمَتِكَ مَا يُؤْذِينَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ العَمَلِ الصَّالِحِ مَا يُنْجِينَا ، وَجَنِّبْنَا مِنَ العَمَلِ السِّيءِ مَا يُؤْذِينَا ، وَاقْذِفْ فِي قُلُوبِنَا مِنْ رَوحِ مَعْرِفَتِكَ مَا يُحْيِينَا ، وَأَفَضْ عَلَينَا مِنْ نُورِ هِدَايَتِكَ مَا يُقَرِّبْنَا مِنْ مَحَبَّتِكَ وَيُدْنِينَا ، وَارْزُقْنَا مِنَ اليَقِينِ مَا تُثَبِّتَ بِهِ أَفْئِدَتَنَا وُيُشْفِينَا ، وَاشْفِنَا وَعَافِنَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا مِنْ كُلِّ مَا فِينَا ، يَا خَيرَ المَسْؤُولِينَ ، وَيَا خَيرَ المُعْطِينَ .

اللَّهُمَّ  مِنَا الدُّعَاءُ وَمِنْكَ الإِجَابَةُ ، وَمِنَا الرَّمِيُ بِسِهَامِ الرَّجَاءِ وَمِنْكَ الإِصَابَةُ ، نَحْنُ عَبِيدُكَ الفُقَرَاءُ الضُّعَفَاءُ المَسَاكِينَ ، وَاقِفُونَ عَلَى عَتَبَاتِ سَاحَاتِ جَنَابِكَ ، مُنْتَظِرُونَ شَرْبَةً مِنْ رَحِيقِ عِنَايَةِ شَرَابِكَ ، فَاسْمَعِ تَبَتُّلَنَا إِلَيكَ ، وَقَدْ تَوَكَّلْنَا فِي جَمَيعِ أُمُورِنَا عَلَيكَ ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيكَ ، يَا أَكْرَمَ الأَكِرَمِينَ ، إِلَهَنَا مَا أَحْلَمَكَ عَلَى مَنْ عَصَاكَ ، وَمَا أَقْرَبَكَ مِمَّنْ دَعَاكَ ، وَمَا أَعْطَفَكَ عَلَى مَنْ سَأَلَكَ ، وَمَا أَرْأَفَكَ بِمَنْ أَمَّلَكَ ، مَنْ ذَا الَّذِي سَأَلَكَ فَحَرِمْتَهُ ، أَوْ لَجَأَ إِلَيكَ فَأَسْلَمْتَهُ ، أَوْ تَقَرَّبَ مِنْكَ فَأَبْعَدْتَهُ ، أَوْ هَرَبَ إِلَيكَ فَطَرَدْتَهُ {  لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }(الانبياء: من الآية87) .

إِلَهَنَا ؛ أَتُرَاكَ تُعَذِبُنَا وَتَوحِيدُكَ فِي قُلُوبِنَا ، وَلَئِنْ فَعَلَتَ ؛ أَتَجْمَعُنَا مَعَ قَومٍ طَالَمَا أَبْغَضْنَاهُمْ لِوَجْهِكَ ، وَعَادَينَاهُمْ لأَجْلِكَ ؟ فَبِالمَكْنُونِ مِنْ أَسْمَائِكَ ، وَمَا وَارَتْهُ الحُجُبُ مِنْ بَهَائِكَ ؛ أَنْ تَغْفِرَ لِهَذِهِ النَّفْسِ الهَلُوعِ ، وَلِهَذَا القَلْبِ الجَزُوعِ ، الَّذِي لا يَصْبِرُ لِحَرِّ الشَّمْسِ ، فَكَيفَ يَصْبِرُ لِحَرِّ نَارِكَ ، يَا حَلِيمُ يَا عَظِيمُ ، يَا جَوادُ يَا كَرِيمُ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  ، إِلَهَنَا ؛ هَلْ فِي الوُجُودِ رَبُّ سِوَاكَ فَيُدْعَى ؟  أَمْ هَل فِي المَمَّلَكَةِ إِلَهُ غَيرُكَ فَيُرْجَى ؟ أَم هَلْ حَاكِمٌ غَيرُكَ فَتُرْفَعُ إِلَيهِ الشَّكْوَى ؟ فَلَيسَ إِلا كَرَمُكَ وَجُودُكَ ، يَا مَنْ تُرْفَعُ الحَاجَاتُ إِلَيهِ ، يَا مَنْ لا مَلْجَأَ مِنْهُ إِلا إِلَيهِ ، يَا مَنْ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيهِ ، إِلَى مَنْ نَشْتَكِي وَأَنْتَ العَلَيمُ القَادِرُ ؟ أَمْ إِلَى مَنْ نَلْتِجُئُ وَأَنْتَ الكَرِيمُ السَّاتِرُ ؟ أَمْ بِمَنْ نَسْتَنْصُرُ وَأَنْتَ الوَلِيُّ النَّاصِرُ ؟ أَمْ بِمَنْ نَسْتَغِيثُ وَأَنْتَ الوَلِيُّ القَاهِرُ ؟ أَمْ مَنْ ذَا الَّذِي يَجْبُرُ كَسْرَنَا وَأَنْتَ لِلقُلُوبِ جَابِرُ ؟ أَمْ مَنْ ذَا الَّذِي يَغْفِرُ ذُنُوبَنَا وَأَنْتَ الرَّحِيمُ الغَافِرُ ؟ يَا مَنْ هُوَ عَالِمٌ بِالسَّرَائِرِ ، وَمُطَّلِعٌ عَلَى مَكْنُونِ الضَّمَائِرِ ، يَا مَنْ هُوَ فَوقَ عِبَادِهِ قَاهِرٌ ، يَا مَنْ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، يَا مَنْ هُوَ البَاطِنُ وَالظَاهِرُ ، يَا مَلْجَأَ القَاصِدِينَ ، يَا حَبِيبَ المُحِبِّينَ ، يَا أَنَيسَ المُنْقَطِعِينَ ، يَا جَلَيسَ الذَّاكِرِينَ ، يَا مَنْ هُوَ عِنْدَ قُلُوبِ المُنْكَسِرِينَ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِ جَمَالِكَ الَّذِي فَتَّتَ أَكْبَادَ المُحِبِّينَ ، وَبِجَلالِكَ الَّذِي تَحَيَّرَتْ فِي عَظَمَتِهِ أَلْبَابُ العَارِفِينَ ، أَنْ تَجْعَلَنَا مِمَّنْ دَعَاكَ فَأَجَبْتَهُ ، وَرَغَبَ إِلَيكَ فَنَفَعْتَهُ ، وَتَضَّرَعَ إِلَيكَ فَرَحِمْتَهُ ، وَاسْتَنْصَرَكَ فَنَصَرْتَهُ ، وَسَأَلَكَ فَأَعْطَيتَهُ ، وَتَوَكَّلَ عَلَيكَ فَكَفَيتَهُ ، وَاسْتَهْدَاكَ فَهَدَيتَهُ ، وَإِلَى دَارِكَ دَارِ السَّلامِ أَدْنَيتَهُ بِفَضْلِكَ وَكَرَمِكَ ، يَا جَوَادُ ، يَا جَوَادُ ، يَا جَوَادُ ، جُدْ عَلَينَا ، وَعَامِلْنَا بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلا تُقَابِلْنَا بِمَا نَحْنُ أَهْلُهُ ، إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ ، يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ ، يَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ .

اللَّهُمَّ  إِنَكَ أَحْبَبَتَ التَّقُرَبَ إِلَيكَ بِعِتْقِ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُنَا ، وَنَحْنُ عَبِيدُكَ ، وَأَنْتَ أَولَى بِالتَّفَضُّلِ فَأَعْتِقْنَا ، وَأَنْتَ أَمَرْتَنَا أَنْ نَتَصَدَّقَ عَلَى فُقَرَائِنَا ، وَنَحْنُ فُقَرَاؤُكَ ، وَأَنْتَ أَحَقُّ بِالتَّطَوُّلِ فَتَصَدَّقْ عَلَينَا ، وَوَصَّيتَنَا بِالعَفْوِ عَمَّنْ ظَلَمَنَا ، وَقَدْ ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ، وَأَنْتَ أَحَقُّ بِالعَفْوِ وَالكَرَمِ فَاعْفُ عَنَّا وَارْحَمْنَا .

إِلَهَنَا جِئْنَاكَ بِجَمْعِنَا مُتَوَسِّلِينَ إِلَيكَ فِي قُبُولِنَا ، مُسْتَشْفِعِينَ إِلَيكَ فِي غُفْرَانِ ذُنُوبِنَا ، نَحْنُ الأَسَارَى فَمِن قُيُودِنَا فَأَطْلِقْنَا ، وَنَحْنُ العَبِيدُ فَمِنْ سِوَاكَ فَخَلِّصْنَا وَأَعْتِقْنَا ، يَا سَنَدَ المُسْتَنْجِدِينَ ، وَيَا جَارَ المُسْتَجِيرِينَ ، لا تَرُدَّنَا عَلَى أَعْقَابِنَا خَائِبِينَ بَعْدَ مَا قَصِدْنَاكَ مُتَذَلِّلِينَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  يَا كَافِيَ المُهِمَّاتِ ؛ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَالدَّينِ ، وَاصْرِفْ عَنَّا شَرَّ الظُلْمِ وَالظَالِمِينَ ، وَأَعِذْنَا مِنْ دَعْوَةِ المَظْلُومِينَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي الإِسْلامِ وَالمُسْلِمِينَ ، وَالإِيمَانِ وَالمُؤْمِنِينَ ، وَالإِحْسَانِ وَالمُحْسِنِينَ ، وَاجْعَلْ  المُؤْمِنِينَ إِخوَانَنَا إِلَى يَومِ الدِّينَ ، وَاجْعَلْنَا مِنْ المَخَاوِفِ آمِنِينَ ، وَاغْفِرَ لَنَا وَلآبَائِنَا وَلأُمْهَاتِنَا وَمَشَايِّخِنَا فِي الدِّينِ ، وَلِمَنْ أَحَبَّنَا فِيكَ وَأَحْبَبْنَاهُ ، وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ  وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَإِخْوَانِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ . سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُوَنَ ، وَسَلامٌ عَلَى المُرْسَلَينَ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ .