دُعاءُ الحَطِيم 

للشيخ أبي بكر 

بن الشيخ محمد بن عمر الملا

المولود 1198هـ المتوفى 1270هـ

رحمه الله رحمة واسعة

آمين

 -----------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للهِ المَحْمُودِ، الصَّمَدِ المَقْصُودِ، ذِي الكَرَمِ وَالجُودِ، وَالعَطَاءِ المَمْدُودِ، وَالفَضْلِ المَسْرُودِ، أَنْتَ العَزِيزُ البَاقِي، وَالحَافِظُ الوَاقِي، لَكَ العِزُّ وَالبَقَاءُ، وَالجُودُ وَالبَهَاءُ، وَالأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمَا تَحْتَ الثَّرَى.

أَنْتَ الأَوَّلُ بِلَا ابْتِدَاءٍ، وَالآخِرُ بِلَا انْتِهَاءٍ، لَكَ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى، وَالأَمْثَالُ العُلَى، إِلَيْكَ يَفْزَعُ المَحْمُودُ، وَيَرْجِعُ المَطْرُودُ، تُجِيرُ مَنْ اسْتَجَارَكَ، وَتَحْفَظُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكَ، وَتُغْنِي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ، وَتُرْشِدُ مَنْ أَطَاعَكَ، وَتُعِزُّ مَنْ اعْتَزَّ بِك، وَتُؤَمِّنُ الخَائِفَ، وَتَنْصُرُ المَظْلُومَ، وَتُعْطِي المَحْرُومَ، لَكَ الحَمْدُ كَثِيرًا، بُكْرَةً وَأَصِيلًا.

اللَّهُمَّ إِنَّا (أَصْبَحْنَا أَوْ أَمْسَيْنَا) عَلَى وِثَاقِك، وَقُمْنَا عَلَى بَابِكَ، نَنْتَظِرُ مِنْكَ الرَّحْمَةَ، وَإِجَابَةَ الدَّعْوَة، هَرَبْنَا إِلَيْكَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، وَمِنْ كَبَائِرِ ذُنُوبِنَا، وَلَيْسَ مَعَنَا إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا أَنْتَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِين، وَخُصَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا وَآلَهُ بِأَفْضَلِ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ، وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، وَارْضَ عَنِ الشُّهَدَاءِ وَالصَّالِـحِين، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ وَأَسْمَائِهِم وَبِحَقِّكَ وَحُقُوقِهِم، أَنْ تَكْفِيَنَا مَكْرَ المَاكِرِين وَجَوْرَ الجَائِرِين وَكَيْدَ الكَائِدِين وَحَسَدَ الحَاسِدِين وَبَغْيَ الفَاجِرِين، وَحِيَلَ الرَّاصِدِينَ، وَقَلَقَ المُنَافِقِين وَنِفَاقَ المُرَائِين.

اللَّهُمَّ حَصِّنَّا بِحِصْنِكَ الحَصِين، وَأَعِزَّنَا بِعِزِّكَ الرَّصِين، وَصِلْنَا بِحَبْلِكَ المَتِينِ، وَاكْنِفْنَا بِكَنَفِكَ السَّاتِر، وَارْحَمْنَا بِسُلْطَانِكَ القَاهِرِ، وِأَفِضْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلِكَ الغَامِرِ، وَارْفَعْ عَنَّا شَرَّ الأَشْرَارِ، وَكَيْدَ الفُسَّاقِ وَالدُّعَارِ، وَالكَهَنَةِ وَالسُّحَّارِ، وَالمَرَدَةِ الضِّرَار فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَعِذْنَا اللَّهُمَّ مِنْ شَرِّ كِتَابٍ قَدْ سَبَقَ وَمِنْ زَوَالِ النِّعْمَةِ وَتَحَوُّلِ العَافِيَةِ وَسُوءِ العَاقِبَةِ وَحُلُولِ النِّقْمَةِ وَمُوجِبَاتِ الهُلْكِ، وَمِنْ هَوَىً مُرْدِي وَقَرِينٍ مُلْهِي وَجَارٍ مُؤْذِي، وَمِنْ نَصَبٍ وَاجْتِهَادٍ يُوجِبَانِ العَذَاب، فَقدْ هَرَبْنَا إِلَيْك، وَتَوَكَّلْنَا فِي جَمِيعِ أُمُورِنَا عَلَيْك.

اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا فِي مَكَانِنَا هَذَا أَوْ فِي كُلِّ مَكَانٍ، أَوْ فِي عَامِنَا هَذَا أَوْ فِي كُلِّ عَامٍ، أَوْ فِي شَهْرِنَا هَذَا أَوْ فِي كُلِّ شَهْرٍ، أَوْ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَوْ فِي كُلِّ يَوْمٍ، أَوْ فِي لَيْلَتِنَا هَذِهِ أَوْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بَعْدَهَا مِن اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ، أَوْ فِي سَاعَتِنَا هَذِهِ أَوْ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِن كُلِّ السَّاعَاتِ، أَوْ فِي وَقتِنَا هَذَا أَوْ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِن الأَوْقَاتِ، أَوْ فِي جِهَتِنَا هَذِهِ أَوْ فِي كُلِّ جِهَةٍ مِن الجِهَاتِ، مَن جَمِيعِ خَلْقِكَ بِسُوءٍ أَوْ مَكْرُوهٍ أَوْ ضُرٍّ مِن قَرِيبٍ أَوْ بَعيدٍ، أَوْ أَحْرَارٍ أَوْ عَبِيدٍ، أَوْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بِيَدِهِ أَوْ لِسَانِهِ، أَوْ أَضْمَرَ لَنَا بِسُوءٍ فِي قَلْبِهِ، فَاحْرِجِ اللَّهُمَّ بِهِ صَدْرَهُ، وَامْحَقْ أَمْرَهُ، وَاكْفِنَا شَرَّهُ، وَأَحِقَّ بِهِ مَكْرَهُ، وَادْفَعْ عَنَّا ضُرَّهُ، وَأَعْجِمْ لِسَانَه، وَبُتَّ بَنَانَهُ، وَأَرْعِبْ جَنَانَهُ، وَزَلْزِلْ أَرْكَانَهُ، وَفَرِّق أَعْوَانَهُ، وَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَأَمِتْهُ بِحَسْرَتِهِ، وَرُدَّهُ بِغَيْظِهِ وَخَيْبَتِهِ، وَاقْطَعْ دَابِرَهُ، وَأَشْغِلْ خَاطِرَهُ، وَابْتُرْ عُمُرَهُ، وَاسْتَأْصِلْ شَأْفَتَهُ، وَفَرِّق كَلِمَتَهُ، وَاقْصِمْ قَامَتَهُ، وَادْفَعْ هَامَتَهُ، وَعَجِّلْ دَمَارَهُ، وَبَدِّد جُرْثُومَتَهُ، وَفُلَّ حَدَّهُ، وَأَقْلِل عَدَدَهُ، وَأَيْتِمْ وَلَدَهُ، وَلَا تَدَعْ لَهُ بَيْتًا يَأْوِيه، وَلَا مَالًا يَكْفِيهِ، وَلَا ثَوبًا يُوَارِيهِ، وَلَا وَلَدًا يَدْعُوهُ، وَلَا مَلْجَأً يَلْجَأُ إِلَيْهِ، وَشَرِّدْهُ فِي البِلَادِ، وَاجْعَلْهُ عِبْرَةً لِلْحَاضِرِ وَالبَادِ، وَأَهْلِكْهُ بِمَا أَهْلَكْتَ بِهِ ثَمُودَ وَعَاد،  ﴿ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ۞ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ۞ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ۞ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ۞ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ۞ ﴾ وَلَا تُبْقِ لَهُ ظِلْفًا يَتْبَعُ ظِلْفًا، وَلَا حَافِرًا يَتْبَعُ حَافِرًا، وَلَا قَدَمًا يَتْبَعُ قَدَمًا، وَارْمِهِ اللَّهُمَّ بِسَهْمِكَ الصَّائِبِ، وَأَحْرِقْهُ بِشِهَابِكَ الثَّاقِبِ، وَمَزِّقْهُ بِقَهْرِكَ الغَالِبِ، وَبَدِّدْ شَمْلَهُ فِي جَمِيعِ المَسَالِكِ وَالمَذَاهِبِ، وَلَا تَرْفَعْ لَهُ أَبَدًا رَايَةً، وَاجْعَلْهُ لِمَنْ خَلْفَهُ آيَةً.

اللَّهُمَّ اكْفِنَا شَرَّ مَنْ نَصَبَ لَنَا كَيْدَهُ، وَشَهَرْ عَلَيْنَا حَدَّهُ، وَبَسَطَ إِلَيْنَا بِالسُّوءِ يَدَهُ، حَتَّى لَا يَصِل إِلَيْنَا مَكْرُوهٌ أَبَدًا، وَاقْبِض اللَّهُمَّ عَنَّا يَدَه، وَأَقْصِرْ سَاعِدَهُ، وَأَقْعِدْ رِجْلَهُ، وَخُذْ قَلْبَهُ مِن بَيْنِ جَنْبَيْهِ، وَاطْمِس بَصَرَهُ، وَاخْتِمْ عَلَيْنَا سَمْعَهَ وَقَلْبَهُ، وَأَشْغِلْهُ بِظَالِمٍ غَشُومٍ، وَجَبَّارٍ قَطُومٍ، يَصُدَّهُ عَنَّا، وَيَمْنَعَهُ مِنَّا.

اللَّهُمَّ عَطِّفْ عَلَيْنَا قُلُوبَ عِبَادِكَ وَإِمَائِكَ بِرَأْفَةٍ وَرَحْمَةٍ.

( أَصْبَحْنَا أَوْ أَمْسَيْنَا ) فِي جِوَارِ اللهِ مُمْتَنِعِينَ بِهِ وَبِأَسْمَائِهِ الحُسْنَى كُلِّهَا عَائِذِين، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، صَحَّتِ الإِجَابَةُ، وَبَانَتِ الإِصَابَةُ عَلَى مَنْ يُؤْذِينَا وَيُؤْذِي المُسْلِمِين.

اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَمِنْكَ الإِجَابَةُ، وَهَذَا الجُهْدُ وَعَلَيْكَ التُّكْلَان، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمين، وَقَدْ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ المُبِينُ، وَوَعَدْتَ وَوَعْدُكَ الصِّدْقُ اليَقِينُ: ﴿ ادْعُونِي أسْتَجِب لَكُم ﴾، وَقَدْ دَعَوْنَاكَ كَمَا أَمَرْتَنَا فَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ المِيعَاد، أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيبَ دُعَاءَنَا وَتَكْشِفَ السُّوءَ عَنَّا، إِلَهِي هَذَا مَقَامُ العَبْدِ الذَّلِيل، عَلَى بَابِ المَلِكِ الجَلِيل، الرَّبِّ الكَرِيم، اللَّهُمَّ لَا تَرُدَّنَا مِنْ هَذَا المَقَام خَائِبِينَ وَلَا مَطْرُودِينَ وَلَا مَحْرُومِينَ، بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ يَا ذَا القُوَّةِ المَتِين، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلَيِّ العَظِيم.


وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم.