حِزْبُ النّصر "  للإمام الجيلاني "

 - رضي الله عنه -


بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

إلهي أسألُكَ غمسةً في بحرِ نورِ هيبتِكَ القاهِرةِ الباهِرةِ الظاهِرةِ الباطِنَةِ القادِرَةِ المُقْتَدِرَةِ حتى يَتلألأَ وجهي بِشُعاعاتٍ منْ نورِ هيبتِكَ تَخْطَفُ عُيُونَ الحَسَدَةِ والمَرَدَةِ والشياطِينَ منَ الإِنسِ والجِنِّ أجمعينَ ، فلا يَرْشُقُونِي بِسِهامِ حَسَدِهِمْ ومَكايِدِهِمْ الباطِنَةِ والظاهِرَةِ ، وتصيرُ أبصارُهُمْ خاشِعةً لِرُؤْيَتِي ورِقَابُهُمْ خاضِعَةً لِسَطْوَتِي ، واحْجُبْنِي اللهمَّ بالحِجَابِ الذي باطِنُهُ النُّورُ فَتَبْتَهِجَ أحوالي بِأُنْسِهِ ، وتتأيدُ أقوالي وأفعالي بِحِسِّهِ ، وظاهِرُهُ النَّارُ فَتَلْفَحَ وُجُوهَ أعدائي لَفْحَةً تقطعُ مَوَادَّهُمْ عني حتى يَصُدُّوا عني مَوَارِدَهُمْ خاسِئِينَ خاسِرِينَ خائِبِينَ خاشِعِينَ خاضِعِينَ مُتَذَلِّلِينَ يُوَلُّونَ الأدبارَ ويُخَرِّبُونَ الدِّيارَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ وأسألُكَ اللهمَّ باسمِكَ النُّورِ الذي احْتَجَبَ بهِ قِوامُ نامُوسِ الأنْوارِ ، ووجهِكَ النُّورِ الذي احْتَجَبْتَ بهِ عنْ إدراكِ الأبصارِ ، أنْ تَحْجُبَنِي بأنْوارِ أسمائِكَ في أنْوارِ أسرارِكَ حِجاباً كثِيفاً يدفعُ عني كلَّ نَقْصٍ يُخَالِطُنِي في جَوْهَرِيَّتِي وفي عَرَضِيَّتِي ويَحُولُ بيني وبينَ منْ أرادني بسوءٍ أو أرادَ ما تُحْيِينِي بهِ منْ فضائِلِكَ التي مَنَحْتَنِي بها وفواضِلِكَ التي غَمَرْتَنِي فيها وما إِلَيَّ وعَلَيَّ وبِي ولِي وعَنِّي وفِيَّ فإنكَ دافعُ كلِّ سوءٍ ومكروهٍ وأنتَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ . يا مُنَوِّرَ كلِّ نورٍ أَلْبِسْنِـي منْ نورِكَ لِباساً يُوضِحُ لي ما الْتَبَسَ عَلَيَّ منْ أحوالي الباطِنَةِ والظاهِرَةِ واطْمِسْ أنوارَ أعدائِي وحُسَّادِي حتى لا يَهتدوا إِلَيَّ إلا بالذُلِّ والانقِيادِ والهَلَكَةِ والنَّفَادِ فلا تبقى منهمْ باقِيَةٌ باغِيَةٌ طاغِيَةٌ عاتِيَةٌ . اقْمَعْهُمْ عَنِّي بالزَّبانِيَةِ وهُدَّ أركانَهُمْ بالملائِكَةِ الثمانِيَةِ وخُذْهُمْ منْ كلِّ ناحِيَةٍ بحقِّ كلِّ اسمٍ هو لكَ سميتَ بهِ نفسَكَ أو أنـزلتَهُ في كتابِكَ أو علمتَهُ أحداً منْ خلقِكَ أو اسْتَأْثَرْتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَكَ ، وبحقِّكَ عليكَ وبحقِّـكَ على كلِّ ذي حقٍّ عليـكَ يا حقُّ يا مبينُ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا أللهُ يا رَبَّاهُ يا غَيَّاثَاهُ ، أسألُكَ بأسمائِكَ الحسنى وبصفاتِكَ التاماتِ العُلْيَا وبِجَدِّكَ الأعلى وبعرشِكَ وما حوى ، وبمنْ على العرشِ استوى وعلى المُلْكِ احتوى ، وبمنْ دنا فتدلى فكانَ قابَ قوسينِ أو أدنى ، أنْ تُطْلِعَ شمسَ الهَيْبَةِ القاهِرَةِ الباهِرَةِ الظاهِرَةِ القادِرَةِ المُقْتَدِرَةِ على وجهي حتى يَعْمَى بها كلُّ شاخِصٍ إِلَيَّ بعينِ العَداوةِ والازْدِراءِ والاسْتِهْزاءِ فَتُدْبِرَهُ عندَ إقبالِهِ إِلَيَّ مُشَرَّداً بالمَخاوِفِ المُهْلِكَةِ والبَوَائِقِ المُدْرِكَةِ فَتُحِيطَ بهمْ إِحاطَتَكَ بكلِّ شيءٍ حتى لا تبقى منهمْ باقِيَةٌ ولا يجدوا منها واقِيَةً . بسمِ اللهِ منْ قُدَّامِنَا بسمِ اللهِ منْ ورائِنا بسمِ اللهِ منْ فوقِنا بسمِ اللهِ منْ تحتِنا بسمِ اللهِ عنْ أيمانِنا بسمِ اللهِ عنْ شمائِلِنا ، يا سيِّدَنا يا مولانا استجبْ دُعاءَنا وأعْطِنا سُؤْلَنا . فَقُطِعَ دابِرُ القومِ الذينَ ظلموا والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ . ( وَاللهُ مِن وَّرَائِهِم مُّحِيطٌ ، بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) ، ( إنْ نَشَأْ نُنَـزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَـاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمَـيِنَ ) .

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيـمِ

يا أللهُ يا رحمنُ يا رحيمُ يا حَـيُّ يا قَيُّـومُ ، كَهَيَعَصَ ، يا وَدُودُ يا مُسْتَعَـانُ حَمِ عَسِقَ ،

وصلَّى اللهُ على سيِّـدِنا محمدٍ وعلى آلِـهِ وصحبِهِ وسَلَّمَ تسـليماً.