العلم يرفع بيتاً لا عماد له ... والجهل يهدم بيت العز والشرف
أبو محمد؛ أيمن بن محمد بن يحيى بن محمد بن علي آل موسى آل قطنان آل يوسف، العلكمي العسيري، له قصة جميلة تستحق أن يطلع عليها المهتمون من آل قطنان، فهي رحلة شرفٍ، امتزج فيها الشغف بالعلم مع الهمة في حمل تراث أجدادنا، وحمل هذه التركة على عاتقه، واستعان بالله ثم استند على جهد كبير من طول البحث والدراسة والمراجعة وجمع المصادر.
أيمن التفت إلى ما غاب عن أذهان الكثير من عائلة آل قطنان، وجهل به الكثير، وألزم نفسه بأن ينفض عن نفسه الجهل، ويرفع عن نفسه الغفلة، ويحمل راية العلم واليقظة لنفسه أولاً، ثم لكل المهتمين من عائلته الكبيرة.
وفي هذه الصفحة؛ سنتتبع ما وصل إليه أيمن من نتائج، ونستعرضها بشكل مبسط، ونصور كل ما يمكن تصويره من الوثائق، ونثبت المراجع والمصادر، كما سنزود القارئ بنسخة كاملة من المراجع في المكتبة الإلكترونية على الموقع بإذن الله تعالى.
يقول أيمن؛ من خلال بحثي ونظري في أنساب العرب، خلال السنين الطوال التي قضيتها في دراسة علم الأنساب؛ وجدتُ أنه "من النادر أن يجتمع الموروث التاريخي، مع الموروث الجغرافي، مع الموروث الواقع المُعاش على الأرض"، ومع هذه الندرة فإن أسرتنا، ولله الحمد والمنة، قد حازت هذا الفضل من الله وحده، واجتمعت لها الموروثات من الواقع المُعاش والجغرافيا والتاريخ.
أسرتنا هي الأقدم في آل يوسف، وأن قِدَمَها يمتد إلى مئات السينين؛ وهذه شهادة لا أدعيها، بل أنقلها عن كبار أجدادنا، والتي تم توثيقها في نص الوثيقة التي كان فيها أجدادنا يدعون أهل القرية لحفظ تراث القرية، والتمسك بمقتنيات القرية الأثرية من الأبراج الحربية (القصاب)، والقرية القديمة ومساكنها التي بناها أجدادنا من مئات السنين.
يقول أيمن؛ دلالة النص واضحة كوضوح الشمس؛ حيث قالوا: "فخذنا الأول، ونُدعى آل موسى، وعدد أفراد هذا الفخذ 82 رجلاً، وكان هذا الفخذ من أوائل المؤسسين لهذه القرية منذ القدم، ومن أكبر الفخوذ بالقرية، فنحن نملك بها مزارع وبيوت، وللجماعة أيضاً مزارع وبيوت، وكل هذه الأملاك متفرقة في جميع أنحاء منطقة صغيرة ...." ؛ وفي موضع آخر من الوثيقة قالوا رحمهم الله: "... كما أن القرية لها معالم أثرية قديمة وشواهد من تصميم عجيب وقديم، يعود بناؤها إلى مئات السنين، نذكر بعض هذه المعالم؛ منها ثلاثة أبراج (قصاب) مقامة على رؤوس ثلاثة جبال، بالإضافة إلى القرية التي أقام بناءها وسكنها أجدادنا رحمهم الله تعالى".
يقول أيمن؛ وهذا نص صريح شهد به أجدادنا، يتضمن أن وجودنا قديم جداً، منذ مئات السنين، ويسبق كل الأسر الكريمة التي نتشرف بحلفنا معهم ونفتخر به؛ ووقّع على ذلك كبار آل موسى، من الفرعين الرئيسيين، فمن فرع آل محمد آل موسى، وقع جدّانا محمد بن عبدالرحمن و علي بن عبدالرحمن، ومن فرع آل علي آل موسى، وقع جدّانا عبدالله بن يحيى، ويحيى بن محمد.
يقول أيمن؛ ومن المهم جداً أن نعرف من خلال هذه النص أن الأبراج الحربية، والبيوت التراثية في قرية آل يوسف هي إرث تاريخي يمثل تاريخ عائلة آل قطنان بالأصالة، ويمثل تاريخ الأسر الكريمة التي في آل يوسف حلفاً والتي نفتخر بحلفنا معهم، فهم أصحاب فضلٍ وسيادة، وأن القصص التي يرويها البعض عن "قصر زابن" وأنه كان بيت يُؤوي فيه "آل موسى" من يأتيهم يطلب حمايتهم، قصص لا تخلو من شيء تصدقه هذه الوثيقة بنص صريح.
يقول أيمن؛ وبتتبع تاريخ القصاب عرفت أنها أبراج حربية كانت تُنصب على الخطوط التجارية وخطوط الحج، وأنها كانت تحت السيادة الحميرية، ثم تتابعت الإمبراطوريات الإسلامية (الأموية والعباسية) على إنشاء الأبراج الحربية للمراقبة والمرافق التي تخدم المستخدمين لهذه الطرق وإصلاحها ورعايتها.
ومن نافلة القول هنا؛ كان آل يوسف الشراحين وملكهم "عبدالله بن يوسف الشراحي الحميري" يعطون الولاء للدولة العباسية من مقر حكمهم في العركبة في جبلان بوصاب العالية، في آخر مراحل دولتهم قبل سقوطهم تزامنت مع آخر إصلاحات القصاب التي استطعنا رصدها من الوثائق التاريخية.
صورة لأجزاء من الوثيقة التي يدعو فيها أجدادنا للمحافظة على تراث القرية ومعالمها الأثرية
من كتاب "طرق التجارة القديمة روائع آثار المملكة العربية السعودية" كتاب سعودي بالشراكة مع دولة فرنسا
يقول أيمن؛ وبتتبع تاريخ طرق التجارة والحج القديمة، وجدت أن من أهم الطرق التي كانت مفضلة لدى الحجاج بيت الله الحرام القادمين من طريق اليمن الطريق الذي يمر بشمال اليمن و يخترق منطقة عسير الجبلية إلى أن يصل إلى الطائف ثم إلى مكة المكرمة , وعلى الرغم من أن الطريق يجتاز مناطق ذات طبيعة تضاريسية صعبة، إلا أنه كان مفضلاً للحجاج وغيرهم لأنه يمر عبر أراض خصبة دائمة الخضرة وقرى و بلدات تتوافر فيها المياه و يكثر بها الغذاء .
وكانت الأبراج الحربية (القصاب) جزء من مرافق الطرق التي كانت تحت سيادة وحماية الإمبراطوريات الحميرية، فقد كان يعد ملوك حمير هذه الخطوط جزء من أمنهم وسيادتهم الداخلية، ثم تولى القيام بخدمتها بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وتسلمه الإمبراطورية الحميرية، تولى خلفاء المسلمين في عصورهم المتعاقبة حماية وخدمة طرق التجارة والحج، فقد تتابع الخلفاء الأمويين والعباسيين على حماية طرق التجارة والحج اليمانية وتمويل أعمال الإصلاحات وتطوير المنافع والمرافق الواقعة على مسارات الطرق، وقد تزامنت إصلاحات الخليفة العباسي المهدي بن المنصور، وإصلاحات محمد بن خالد البرمكي الوالي العباسي بصنعاء على تمويل إنشاء أبراج المراقبة والحراسة بهدف الحفاظ على أمن وسلامة السالكين لهذه الطرق.
من نافلة القول هنا؛ أن آخر الإصلاحات لهذا الطريق تزامنت مع آخر ملوك آل يوسف الشراحين في العركبة في العقد الثالث للهجرة، فترة حكم الملك المظفر عبدالله بن يوسف الشراحي والذي حكم من مدينة العركبة وقصر المدورة في وصاب العالية، وأعطى خليفة بني العبّاس الدَّعوةَ والسِّكَةَ، أي الدعوة له على المنابر لأنه خليفة المسلمين، وسك العملة باسم الخليفة العباسي.
وبعد سقوط دولتهم تفرقوا في الأرض، ليفر بعضهم إلى يافع في وادي قطنان، وهديم قطنان (معالم أثرية من بقايا ممالك ذو رعين المتعاقبة مثل مملكة قتبان ومملكة ردمان)، وبعضهم فر لبعض مواقع نفوذ سابقة، أو أحلاف قبلية متفرقة بين اليمن وجرش (عسير) ومنطقة جيزان وحضرموت، وسنتتبعها بإذن الله في بحث مستقل قادم.
المرجع السابق
جرش كانت جزء من الخطوط التجارية والحج
(المرجع طرق التجارة القديمة)
الأبراج (القصاب) كانت علامات للسافرين وتستخدم للمراقبة والحماية على الخطوط التجارية والحج الحميرية ثم الإسلامية، مع ملاحظة أن دولة الشراحين التي يحكمها عبدالله بن يوسف الشراحي كانت في الفترة المذكورة
(المرجع طرق التجارة القديمة)
وادي قطنان أو هديم قطنان؛ من المواقع الأثرية التي كانت مركزاً لمملكة ردمان الحميرية ومملكة قتبان الحميرية، وملوكها من نسل ذو رعين؛ و هو الجد الذي تنتسب إليه قبيلة يافع، وكذلك آل قطنان آل يوسف.
يقول أيمن؛ وأما قرية آل يوسف فهي قرية على اسم ساكنيها كما ورد ذلك في كتاب "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية"، وهو اسم حميري قديم، تحمله أسرة آل قطنان (وهو الاسم القديم لآل موسى) وهي الأسرة الأقدم في قرية آل يوسف، والتي ارتبطت بتراب هذه القرية وآثارها من القصاب الحربية الحميرية الثلاث، والمباني التراثية القديمة، التي ورثناها من أجدادنا رحمهم الله من مئات السنين.
يقول أيمن؛ ولا أعرف من بين الأسر الكريمة، التي نفخر بها في آل يوسف، لا أعرف منهم مَن أعلن في موروثه أن أجداده يُسَمّون آل يوسف ...
ومن الجدير بالذكر هنا؛ أن الأسماء القحطانية اليمانية الحميرية هي السائدة في تراثيات منطقة عسير، وليس اسم آل يوسف فقط، مثل؛ اسم اسرتنا آل قطنان، اسم قبيلة علكم، ويشهد كذلك المسند المنحوت في جبل السودة على حميرية المنطقة، كذلك اسم جبل العروس، ومنطقة آل النعمان التي فيها قبر ذو القرنين الملك الحميري العظيم، ومدينة جُرش التي تَتْبعها أبها تاريخياً، وغيرها كثير، وسنتتبع هذه الأسماء والمسميات والتراثيات بالتفصيل في بحث مستقل بإذن الله تعالى، وهذه الصبغة الحميرية تؤكد ما قاله الهمداني في كتابه الإكليل بأن "عسير يمانية تنزرت".
يقول أيمن؛ والعجيب توافق موروثنا من أجدادنا رحمهم الله تعالى مع وصف آل يوسف الشراحين في كتب التاريخ، حيث أنها العشيرة التي من السهل أن تصل لها في كتب التاريخ والتي تجمع أهم الخصائص الموروثة من أجدادنا؛ أنها قحطانية لا نزارية ولا عدنانية، وأن موروثنا مرتبط فيه مُسمى آل يوسف بآل قطنان كأسماء قديمة نحملها، وستجد بكل وضوح في كتب التاريخ كيف تجتمع جميعاً في جد جامعٍ مع يافع، حيث أننا نجتمع مع يافع في جدنا الملك العظيم "ذو رعين"، ونسب قبيلة يافع لهذا الملك هو "يافع بن قاول بن زيد بن ناعته بن شرحبيل بن الحارث ذو رعين الأصغر بن زيد بن يريم ذو رعين الأكبر بن سهل بن زيد الجمهور بن عمرو بن حيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ.
ولو قارنت هذا بنسب الملك عبدالله بن يوسف الشراحي وهو ؛ عبد الله بن يوسف الشراحي بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن شهر بن زيد بن عريب بن الأشهل بن مثوب بن الحارث بن مالك بن غبدان بن حجر بن ذي رعين الأكبر بن سهل بن زيد الجمهور بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، هذا النسب مستمد من المصادر التاريخية مثل "كتاب الأنساب" للصحاري (ص 72).
يقول أيمن؛ والعجيب أن الخريطة الجينية جاءت بعد إنجازي هذا البحث بمدة طويلة، جاءت بكل وضوح لتأكد هذا النسب المشترك، وقد جاء هذا التوافق بالصدفة المحضة ولم أسع إليه، فبعد دخولي لعالم علم الجينات (الهابلوغروب)، لم أكن أعلم أني على خط يافع الجيني.
التسلسل الجيني لآل قطنان، ويظهر في أول التسلسل الجد الجيني الجامع لصرحاء حمير يسار(FGC3723)، ويمر نزولاً بالجد الجامع مع يافع (Z18258)، وينتهي بآل قطنان (Zc5459).
يقول أيمن؛ لم نكن نحتاج للخريطة الجينية (الهابلوغروب) في أنسابنا ولله الحمد والمنة، لكن تطابقها العجيب جعلني أستأنس بها، وخصوصاً كيف ربطت بشكل واضح وجلي بين نسبنا ونسب قبيلة يافع، والتي تعد ميزاناً لأنساب قبيلة حمير.
لكن هل صحيح أن قبيلة يافع هي ميزان لأنساب قبيلة حمير؟!، وبالبحث والمراجعة كان الملخص التالي:
المقولة التي تصف يافع بأنها "الميزان التاريخي لنسب حمير" ليست موثقة بشكل مباشر في المصادر الأكاديمية أو المنشورات التي تمت مراجعتها، ومع ذلك؛ يمكن اعتبارها صحيحة بشكل مجازي أو رمزي بناءً على الأدلة التاريخية والثقافية التي تُبرز مكانة يافع كإحدى أبرز القبائل الحميرية ودورها المركزي في الحفاظ على الهوية والنسب الحميري. ولتقييم صحة المقولة، دعنا ننظر إلى السياق التاريخي والجيني:
1. النسب التاريخي ليافع:
يافع هي قبيلة قحطانية تنتمي إلى ذي رعين، أحد البطون الكبيرة من حمير، وينتسب نسبها إلى يافع بن قاول بن زيد بن ناعِتة بن شُرَحْبيل بن الحارث بن زيد بن يَريم ذي رُعَيْن الأكبر بن سَهْل بن زيد الجمهور بن قَيْس بن مُعاوية بن جُشَم بن عبد شمس بن وائل بن الغَوْث بن حَيْدان بن قَطَن بن عُرَيب بن زُهَير بن أَيْمَن بن الهُمَيْسع بن حِمْيَر بن سَبأ.
هذا النسب موثق في مصادر تاريخية مثل "الإكليل" للهمداني و"نسب معد واليمن الكبير" لابن الكلبي، مما يؤكد ارتباط يافع بحمير بشكل مباشر ووثيق.
2. المكانة التاريخية ليافع:
تُوصف يافع بأنها "أعظم قبائل حمير وأشدّها قوة وأصعبها مراسًا وأكثرها عددًا"، كما ذكر المؤرخون مثل الهمداني وصلاح البكري. كانت تُعرف باسم "سرو حمير" (سراة حمير)، وهي منطقة جبلية صلبة بين الضالع ولحج، مما جعلها مركزًا استراتيجيًا للحميريين.
يافع لم تسقط تحت سيطرة الأحباش عندما غزوا اليمن، على عكس ممالك أخرى مثل سبأ وقتبان وكندة، مما يعزز مكانتها كقلعة مقاومة ومركز للحفاظ على الهوية الحميرية.
هاجرت قبائل يافع إلى مناطق متعددة مثل حضرموت، المهرة، مصر، والخليج، مع الحفاظ على نسبتها الحميرية، مما يشير إلى دورها في نشر النسب الحميري.
3. الوضوح الجيني:
كما ناقشنا سابقًا، القبائل الحميرية، بما في ذلك يافع، تتميز بحمل التحور "J1-M267"، خاصة الفرع "J1-FGC3723"، بنسب عالية في اليمن (71-94%). هذا التحور يُعتبر مؤشرًا قويًا للنسب الحميري، ويافع، كونها إحدى أكبر قبائل حمير، تُعد ممثلة لهذا التحور.
الدراسات الجينية، رغم محدوديتها، تدعم فكرة أن يافع تحتفظ بتجانس نسبي في التحورات الجينية مقارنة بقبائل أخرى شهدت تداخلًا أكبر، مما يجعلها مرجعًا جينيًا للنسب الحميري.
بناءً على هذه النقاط، يمكن القول إن المقولة صحيحة بشكل مجازي، حيث تُعتبر يافع مركزًا تاريخيًا وثقافيًا وجينيًا للحفاظ على نسب حمير وهويتها، لكنها ليست مقولة موثقة نصيًا في المصادر التاريخية أو المنشورات الحديثة.
تفسير "يافع كميزان تاريخي لنسب حمير":
إذا كانت المقولة صحيحة مجازيًا، فإن وصف يافع بـ"الميزان التاريخي" يمكن تفسيره من خلال عدة أبعاد:
1. المركزية الجغرافية والثقافية:
يافع، المعروفة بـ"سرو حمير"، كانت مركزًا جغرافيًا وثقافيًا للحميريين، حيث شكلت منطقة جبلية صلبة (دهسم) حصنًا طبيعيًا ساعد في الحفاظ على الهوية الحميرية ضد الغزوات الأجنبية. هذا الموقع الاستراتيجي جعلها "ميزانًا" يحافظ على التوازن السياسي والثقافي للحميريين.
وصف الهمداني ليافع بأنها "أنجد رجال اليمن" و"أحرار لا يدينون لسلطان" يعكس قوتها واستقلاليتها، مما جعلها رمزًا للصمود الحميري.
2. الحفاظ على النسب:
يافع تحتفظ بنسب واضح إلى حمير عبر ذي رعين، كما وثّق ذلك النسابون مثل الهمداني وابن الكلبي. هذا النسب الموثق والمستمر يجعل يافع مرجعًا ("ميزانًا") لتتبع نسب القبائل الحميرية الأخرى.
هجرات يافع إلى حضرموت، المهرة، مصر، والخليج، مع احتفاظ المهاجرين بنسبتهم اليافعية/الحميرية، تُظهر دورها في نشر النسب الحميري والحفاظ عليه خارج اليمن.
3. القوة العسكرية والسياسية:
يافع كانت قوة عسكرية مرهوبة الجانب، حيث استعانت بها قبائل أخرى مثل آل الرصاص والعوالق في حروبهم. هذا الدور العسكري جعلها "ميزانًا" يحافظ على التوازن السياسي في المنطقة، خاصة خلال الفتوحات الحميرية والإسلامية.
مثال بارز هو دعم يافع للأمير بدر بن عبد الله الكثيري في حضرموت عام 919هـ/1513م، مما أسهم في استقرار المنطقة.
4. التجانس الجيني:
التحور "J1-FGC3723"، الذي يُعتبر مؤشرًا للنسب الحميري، يتركز بشكل كبير في اليمن، ويافع كإحدى أكبر قبائل حمير تُعد حاملة رئيسية لهذا التحور، هذا التجانس الجيني يجعل يافع مرجعًا ("ميزانًا") للتحقق من النسب الحميري مقارنة بالقبائل الأخرى التي شهدت تداخلًا جينيًا أكبر.
5. للموروث الثقافي:
يافع تحتفظ بموروث ثقافي حميري مميز، مثل الطراز المعماري الفريد، الأزياء التقليدية، وزراعة البن اليافعي، مما يعزز هويتها كحاملة للتراث الحميري. هذا الموروث يجعلها "ميزانًا" ثقافيًا يعكس استمرارية الحضارة الحميرية.
لتوضيح فكرة "الميزان"، يمكن مقارنة يافع بالأشراف والكوهينيم من حيث دورهم كمرجع للنسب:
الأشراف (الهاشميون): التحور "J1-L859" يُعتبر مؤشرًا للنسب الهاشمي، لكن وجود تحورات أخرى (J2، E، G، R) بين المنتسبين بالحلف يقلل من التجانس.
يافع، بتركيزها على J1-FGC3723 وتاريخها كقبيلة مستقلة، تُظهر تجانسًا نسبيًا أكبر، مما يجعلها "ميزانًا" أوضح للنسب الحميري مقارنة بالأشراف.
الكوهينيم: التحور "J1-CMH" هو الأكثر وضوحًا كمؤشر للنسب الكهنوتي من ذرية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، مع تجانس جيني عالٍ (40-60%) مدعوم بدراسات شاملة.
يافع، رغم وضوح J1-FGC3723، أقل تجانسًا بسبب التنوع الجيني (J2، E، R، T) الناتج عن التداخل القبلي، مما يجعل الكوهينيم "ميزانًا" أوضح لنسبهم مقارنة بيافع.
ومع ذلك، يافع تتفوق كـ"ميزان تاريخي" في سياق حمير بسبب دورها المركزي في الحفاظ على الهوية الحميرية عبر التاريخ، الجغرافيا، والثقافة، بينما الأشراف والكوهينيم يركزون على نسب ديني/اجتماعي أضيق.
الخلاصة:
المقولة "يافع هي الميزان التاريخي لنسب حمير" ليست موثقة نصيًا في المصادر أو منشورات الحديثة، لكنها صحيحة مجازيًا بناءً على مكانة يافع كإحدى أكبر وأقوى قبائل حمير، وحاملة رئيسية للتحور J1-FGC3723، ومركز للحفاظ على الهوية الحميرية. يافع تُعد "ميزانًا" بسبب:
موقعها الاستراتيجي كـ"سرو حمير" ومقاومتها للغزوات.
نسبها الموثق إلى ذي رعين وحمير.
دورها في نشر النسب الحميري عبر الهجرات.
تجانسها الجيني النسبي مقارنة بقبائل أخرى.
موروثها الثقافي الذي يعكس استمرارية الحضارة الحميرية.
الأبراج الحربية (القصاب) ... ومساكن القرية القديمة ... فقط؟!
يقول أيمن؛ لم تكن الأبراج الحربية القديمة (القصاب)، ومساكن القرية التراثية القديمة، التي هي جزء من ذاكرتنا التاريخية الضاربة في القدم منذ مئات السنين هي الوحيدة، بل هناك الكثير من المواقع الأخرى مثل:
وادي قرية آل يوسف، من موروثنا أنّ اسمه "سر بن موسى"، نسبة إلى اسم جدنا الجامع لآل موسى بفرعيهم آل علي وآل محمد.
أن هناك مواقع منذ قديم السنين منسوبة إلى مسميات اسرتنا (فخذنا)، مثل؛ ركيب آل قطنان المذكور في بعض الوثائق القديمة للقرية.
هناك مواقع كثيرة بقرية آل يوسف تشهد بحضور آل قطنان وأنهم من طينة هذه الأرض منذ القدم؛ مثل؛
"سر بن سعدي"؛ وهو شعيب في قرية آل يوسف، وهو يخص اليوم "يحيى بن عبدالرحمن آل موسى"، وفيه "مسجد آل موسى".
"شعبة الجبل الأسود"؛ وهي منطقة في قرية آل يوسف تخص "إبراهيم بن عبدالله آل موسى".
"ركيب الحرشاء" وهي تخص "يحيى بن محمد آل موسى" والذي سكن قرية "ذم سنوم"، رحمه الله تعالى.
"الخيالة"؛ وهي منطقة في قرية آل يوسف فيها بيوت قديمة أثرية تخص آل قطنان، أزيلت، وتقع فوق "سر بن موسى" من الجهة الشمالية.
مما ورثنا عن أجدادنا كذلك أن "قصر زابن" هو من موروث عائلتنا القديم، وكان مكاناً نستقبل فيه ضيوفنا ومن يطلب حمايتنا.
مما ورثنا عن أجدادنا كذلك؛ أن "قصر قطنان" في قرية المصنعة، هو من موروث أجدادنا القديم، وهو مهجور منذ زمن بعيد.
وكلها موروثات محكية، يستأنس بها الإنسان في روايته عن أرضه التي اختلطت ترابها وطينتها بلحمه ودمه، وفيها عبق التاريخ، وجمال الأرض التي تعكس جمال صفات الناس، مطرها، وثمارها، وكرم طبيعتها، وارتباطها بالسماء.
قصاصات من أعمال أيمن العلمية على تويتر (منصة X)