حمل راية التوحيد ... والتمكين لآل سعود في الأرض
لقد نهض الإمام محمد بن سعود وذريته من بعده في نصرة الدعوة السلفية بعزم وجد، فراسل حكام المسلمين ودعاهم، وأرسل المبعوثين لهم، فانتشرت الدعوة في سائر البلاد، وانتشر العلم، وأظهر شعائر الدين، وأقام دولة مسلمة ومجتمعاً مسلماً، فتحققت الجماعة الشرعية والطاعة، وثبت الأمن، وحكمت الشريعة، وألغيت مظاهر الجاهلية وأعمالها حتى رجع بالإسلام إلى معينه الأول، قال الشيخ ابن باز: (وكان من أقوى أسباب نجاح هذه الدعوة أن هيأ الله لها حكاما آمنوا بها ونصروها وآزروا دعاتها؛ ذلكم هم الحكام من آل سعود بدءاً من الإمام المجاهد محمد بن سعود رحمه الله مؤسس الدولة السعودية ثم أبناؤه وأحفاده من بعده).
لما قام آل سعود بدين الله على منهج السلف الصالح، ونصروا دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، ووفوا بما عاهدوا عليه الله؛ آتاهم الله الملك، واستخلفهم في الأرض، وورثوا ميراث النبوة والخلافة، ودان لهم الناس وأذعنوا لهم بالسمع والطاعة، بسبب تبني هذه الدعوة المباركة، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في نصيحته للإمام عبد الله بن فيصل بن تركي من أئمة العهد السعودي الثاني : (تفهم أن أول ما قام به جداك محمد وعبد الله وعمك عبد العزيز أنها خلافة نبوة؛ يطلبون الحق، ويعملون به، ويقومون ويغضبون له ويرضون ويجاهدون، وكفاهم الله أعداءهم على قوتهم، إذا مشى العدو كسره الله قبل أن يصل؛ لأنها خلافة نبوة، ولا قاموا على الناس إلا بالقرآن والعمل به؛ كما قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ [النور: ٥٥]، وأخذ عمك في الإسلام، حتى جاوز الثمانين في العمر، والإسلام في عز وظهور، وأهله يزيدون، وحصل لهم مضمون قوله : لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ وصار أهل الأمصار يخافونهم).
وهنا بدأت نجد تكتشف نفسها، وتعي رسالتها، وتصنع وحدتها، وتبني نهضتها، وقبل ذلك، وحتى القرن الثاني عشر كانت نجد تعبيرا تاريخيا أو جغرافيا في الكتب القديمة، وأما في الواقع؛ فما كان شيء يذكر بوحدتها أو وجودها ... وإنما كانت هناك مجموعة كبيرة من الإمارات والمشيخات، تنفرد كل واحدة منها بسلطانها، وتعتز باسمها، ولا ترى شيئاً فوقه، وقد تتحالف أحيانا لقتال الآخرين، واستباحة ديارهم وأموالهم، ولكنها متى فرغت من قتال عدوها؛ عادت تتقاتل فيما بينها ولما يجف مداد عهدها ودم جندها، قال الدكتور منير العرجاني: (فلما تأسست دولة الإسلام في الدرعية؛ أخذت الصفوف تتجمع، والبلدان تتوحد، فنشأت وحدة في العارض، ثم وحدة في نجد، ثم توسع مدلول نجد نفسه، فنشأت دولة نجد الكبرى؛ إن صح هذا التعبير)، ثم اتسعت دولة آل سعود حتى أحاطت بمعظم أجزاء الجزيرة العربية.
واستتب الأمن بين أهل الحاضرة والبادية بهذه الدولة الفتية، والتي جمعت تعاون الحكام والعلماء حتى اعترف بذلك الأعداء فقالوا عن العهد السعودي الأول: بأنهم أي آل سعود - قد أمّنوا البلاد التي ملكوها، وصار كلُّ ما كان تحت حكمهم، حتى البراري والقفار، يسلكها الرجل وحده على حماره بلا خفر، وخصوصاً بين الحرمين الشريفين، ومنعوا غزو الأعراب بعضهم البعض، وصار جميع العرب على اختلاف قبائلهم من حضرموت إلى الشام كأنهم إخوان، أو أولاد رجل واحد، وهذا بسبب تأديبهم للقاتل والناهب والسارق، إلى أن انعدم هذا الشر في زمان ابن سعود.
ولما سقطت الدولة السعودية الأولى، بعث الله لدينه بعثاً من آل سعود، فقام الإمام تركي بن عبدالله رحمه الله، واستعاد الدولة السعودية في مرحلتها الثانية بعد ما تمكن الإمام سنة ١٢٤٠ هـ من جمع الناس على الدعوة السلفية مرة أخرى، وأطفأ الله به نار الفتنة بعد اشتعال ضرامها، وجمع الله به الناس على كلمة التوحيد من جديد.
والحقيقة التاريخية أن الدعوة السلفية لم تسقط بسقوط الدولة السعودية الأولى، بل كانت عامرة في قلوب الناس بدليل أن الإمام تركي بن عبد الله ما كاد يدعو لقيام دولة آل سعود حتى هب الناس معه من كل حدب وصوب فعادت الدولة بعد عدة سنين كأشد ما يكون في عام ١٢٤٠هـ، وما كان سبب ذلك إلا حبهم لهذه الأسرة التي تبنت الدعوة السلفية ونصرتها.
قال الشيخ أحمد بن علي بن مشرف في قصيدة له:
وأقسم قومٌ أنها دولةٌ مضت ... وليس لما قد فات عودٌ ولا ردُ
وقلنا لهم نصر الإله لحزبه ... به جاء في القرآن والسنة الوعدُ
فعادت كما كانت بفضلٍ ورحمة ... من الله مولانا له الشكر والحمدُ
فهذا إمام المسلمين مؤيداً ... له النصر والإقبال والحل والعقد
وبعد سقوط الدولة السعودية للمرة الثانية عام 1309هـ، واجه آل سعود في تلك الفترة ظروفاً قاسية، ومواقف مختلفة، حتى هيأ الله قيام دولتهم مرة ثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام ۱۳۱۹هـ، الذي سار على سنة آبائه في نصرة عقيدة السلف الصالح، وإعزاز أهل الدين الحق وإقامة دولة إسلامية دستورها كتاب الله وسنة رسوله، فعادت للدعوة السلفية قوتها ومكانتها، وسار أبناؤه البررة من بعده على نهجه إلى هذا اليوم.
فقد كان الملك يشارك العلماء في البيان والنصيحة وبيان منهج السلف الصالح ونشره، ومن ذلك قوله رحمه الله: (على أنه في آخر الأمر أظهر الله شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ثم من بعدهما الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله ونفع بهم الإسلام والمسلمين، وخصوصا محمد بن عبد الوهاب، عندما اندرست أعلام الإسلام، وكثرت الشبهات والبدع، فلما رأى أسلافنا موافقة أقوالهم وأفعالهم لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله قبلوا ذلك، وقاموا بما أظهره الله على أيديهم، ونحن إن شاء الله على سبيلهم ومعتقدهم، نرجو أن يحيينا على ذلك، ويميتنا عليه، وقد عرفناكم بذلك لموجب ذكر المشايخ في الاعتقاد، والعمدة على ما ذكروه).
وقال في خطبة له بمكة أيضا : (يسموننا بالوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي؛ باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض، نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد؛ فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح ).
قال الأستاذ عبد الرحمن الرويشد: (أحيا الملك عبد العزيز تقليداً قديماً في بلاط آل سعود، وهو حلقة الدرس التي تقام بحضور الملك، ذلك التقليد يقوم على قراءة بعض الكتب في تفسير القرآن الكريم، وشرح السنة النبوية وسيرة الرسول ﷺ، وكتب التاريخ والأخبار أمام الملك وحاشيته في المجلس العام)، ومن الكتب التي عُرفت، واستمع الناس إليها في مجالس الملك عبد العزيز؛ تفسير ابن كثير، وسيرة ابن هشام، والبداية والنهاية في التاريخ لابن كثير، وسيرة الخلفاء للسيوطي، وسراج الملوك، ومقدمة ابن خلدون، وفتح المجيد في شرح كتاب التوحيد، وكتاب الترغيب والترهيب، وكتاب الكبائر للذهبي، واستطرد الأستاذ عبد الرحمن الرويشد قائلاً: «وقد أشار الزركلي: إلى أنه سمع في مجلس الملك عبد العزيز ثلاثة كتب من التراث وهي: تفسير القرطبي، وكتاب البداية والنهاية لابن كثير، وكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح، وقد سأل الزركلي الأمير عبد الله بن عبد الرحمن، وهو أحد علماء آل سعود المعدودين، عن عادة الدروس هذه، فقال الأمير عبد الله: إنها عادة قديمة تناقلناها عن أسلافنا.
كما سعى الملك عبد العزيز رحمه الله إلى رفع الجهل عن قبائل الجزيرة وتعليمهم أصول دينهم ورفع الجهل عنهم وذلك بتحضيرهم في القرى والهجر التي انتشرت في جميع البلاد، وأخذ يشجعهم على التعلم، وتلقي علوم دينهم وأصول عقيدة السلف الصالح، ومختصرات الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ذلك على أيدي المشايخ وأئمة المساجد وطلبة العلم، وصار يبعث إليهم من يعلمهم ويرشدهم ويبث فيهم عقيدة السلف الصالح بكل عناية وحزم، وذلك ابتداء من سنة ۱۳۳۰ هـ تقريبا، حيث كانت هجرة الأرطاوية أول هجرة بنيت سنة : ۱۳۳۰ هـ.
وقد كان الملك عبدالعزيز حريصاً على نشر الدين كحرصه على بقاء ملكه، ولم يكن همه الألقاب والمسميات بل كان همه نشر التوحيد، يقول الملك عبد العزيز: (إني أفضل أن أكون على رأس جبل آكل من عشب الأرض، أعبد الله وحده، على أن أكون ملكاً على سائر الدنيا وهي على حالتها من الكفر والضلال، اللهم إنك تعلم أني أحب من تحب وأبغض من تبغض، إننا لا تهمنا الأسماء ولا الألقاب وإنما يهمنا القيام بحق واجب كلمة التوحيد)، وقال المؤرخ الزركلي عن أحد مرافقي الملك عبد العزيز أنه سمعه في الهزيع الأخير من الليل يدعو الله قائلا: (اللهم إن كان هذا الملك خيراً لي وللمسلمين فأبقه لي ولأولادي، وإن كان فيه شر لي وللمسلمين فانزعه مني ومن أولادي)، وقال كذلك؛ رحمه الله رحمة واسعة: (والله إنني لا أحب الملك وأبهته، ولا أبغي إلا مرضاة الله والدعوة إلى التوحيد، ليتعاهد المسلمون فيما بينهم على التمسك بذلك وليتفقوا، فإنني أسير وقتئذ معهم لا بصفة ملك أو زعيم أو أمير بل بصفة خادم).
قال الملك عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة، في إحدى خطبه في عام ١٣٤٧هـ، وهو يُرجع الفضل لله وحده فيما حصل من التوفيق:(أسست هذه المملكة، وكان الله القدير وحده هو معيني وسندي، وهو الذي أنجح أعمالي)، وفي برقية للملك عبد العزيز لولي عهده الملك سعود عند مبايعته قال: (تفهم أننا والناس جميعاً ما نعز أحداً ولا نذل أحداً، وإنما المعز المذل هو الله سبحانه، من التجأ إليه نجا، ومن اغتر بغيره والعياذ بالله - هلك، ينبغي أن تعقد نيتك على نية صالحة وعزم على أن تكون حياتك وأن يكون ديدنك إعلاء كلمة التوحيد ونصر دين الله، وينبغي أن تتخذ لنفسك أوقاتاً خاصة لعبادة الله والتضرع بين يديه ... وعليك بالحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون ذلك كله على برهان وبصيرة في الأمر وصدق في العزيمة، ولا يصلح مع الله إلا الصدق).
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
عَبْدِ الْعَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الْرَّحمْنِ آل سُعُوْد
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله تعالى – " من اتخذ الدين نبراساً له، أعانه الله، ومن تركه خلف ظهره، خذله الله. اسأل الله أن يرحمنا، ويرزقنا اتباع سلفنا الصالح، الذين أقاموا قسطاس العدل، فهم أسوتنا، وهم قدوتنا - إن شاء الله - .
إنني رجل سلفي، وعقيدتي: هي السلفية؛ التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة".
وقال أيضاً الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله تعالى – " قد جعلنا الله أنا وآبائي وأجدادي: مبشرين ومعلمين بالكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، لا نتقيد بمذهب دون آخر، ومتى وجدنا الدليل القوي في أي مذهب من المذاهب الأربعة، رجعنا إليه وتمسكنا به، وأما إذا لم نجد دليلاً قوياً أخذنا بقول الإمام أحمد.
فهذا كتاب الطحاوية في العقيدة، الذي نقرؤه وشرحه الأحناف، وهذا تفسير ابن كثير وهو شافعي، ولكن بعض المسلمين تركوا سنة الرسول والسلف الصالح، واتبعوا أهواءهم ... فحقيقة التمسك بالدين: هي اتباع ما جاء بكتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح، وهذا هو الذي أدعو إليه، وما كان مخالفاً لهذا القول فهو كذب وافتراء علينا".
وقال أيضاً الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله تعالى – "جميع أحكام المملكة، تكون منطبقة على كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه الصحابة، والسلف الصالح".
رحمه الله رحمة واسعة
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
سُعُوْدِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – "لقد كان همنا، منذ تولينا مقاليد الأمور، أن نعتصم بكتاب الله ونهتدي بهدي رسول الله، وسنة خلفه من السلف الصالحين"
وقال أيضاً الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " الذي أوصيكم به هو اتباع الشريعة المحمدية، فيما بين الخلق من حقوق واختلاف ومشكلات"
وقال أيضاً الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " نحن نعلن على رؤوس الأشهاد أننا لسنا ملوكاً فحسب، بل نحن دعاة لهذا الدين، ونعاهد الله أن نعز دعوة الدين، بأموالنا وسيوفنا وأنفسنا "
وقال أيضاً الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " إننا ... ما زلنا عاملين على تصريف شؤون البلاد، مهتدين بكتاب الله وسنة رسوله والسلف الصالح، فهل هناك مبادئ ندين بها في علاقاتنا، وتحكم سلوكنا، أسمى من الإسلام الذي يمثل الحق والعدل في أروع صورهما"
وقال أيضاً الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " أعظم هذه المبادئ هو التمسك بكتاب الله، وسنة نبيه، واعتقاد ما اعتقده السلف الصالح، الذين تعرفون ماضيهم، وقد نالوا العزَّ والكرامة..."
رحمه الله رحمة واسعة
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
فَيْصَلِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " ديننا الإسلامي هو الدين الصحيح، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولنرد على من يدعي بأن الدين الإسلامي، ليس فيه تنظيم اجتماعي، ولا اقتصادي، ولا تربوي"
وقال أيضاً الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " إننا - ولله الحمد – سائرون على محجة بيضاء، ليس لدينا أسرار، وليس لدينا أمور تخفى على أبعد الناس، فسياستنا معروفة، واتجاهنا واضح.
نحن دعاة لكلمة الله - سبحانه وتعالى - ودعاة لأن يكون دين الله ظاهراً على كل شيء، لا يضيرنا في ذلك من تقول علينا، بغير ما نقصد، وبغير ما نأمل"
وقال أيضاً الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود– رحمه الله تعالى – " منذ نشأت هذه الدولة، وهي تدعو إلى كلمة التوحيد، كلمة "لا إله إلا الله" "محمد رسول الله" فقد شرف الله العرب؛ إذ بعث منهم محمداً صلى الله عليه وسلم، ولقد كان لهذا التشريف أثره في نهضة العرب وتقدمهم، حتى بلغوا مشارق الأرض ومغاربها. بلغوها لماذا ؟ لقد بلغوها؛ لتقديم كتاب الله والإيمان بالله والإخلاص لله، وليجتمعوا على حب الله وسنة رسول الله. ليس للعرب فضل على أحد إلا بهذه الرسالة المباركة، وهذه الرسالة جعلت العرب في خدمة هذا الدين، ولذلك حينما تنكر العرب لهذه المبادئ، ولهذه الأسس، لقوا ما لقوا من إذلال واستعمار وظلم واغتصاب..."
وقال أيضاً الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " إننا يجب علينا - جميعاً - أن نتمسك بعقيدتنا الإسلامية، وأن نوحد صفوفنا؛ لخدمة ديننا وأمتنا ووطننا، لأن شريعتنا الإسلامية فيها - ولله الحمد - من مقومات العدل والدفاع عن الحق، وإثبات الحقوق، والحرية، والتقدم، والبناء في جميع المجالات، ما يغنينا عن تلقي أو الاستماع إلى أي تيارات تتجاذب العالم".
وقال أيضاً الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " من واجبنا جميعاً: التمسك بديننا، وإيماننا بربنا، وتضامننا وتآخينا في هذا السبيل، بكل إخلاص، وكل جد، وكل عزيمة؛ لأن هذا هو الذي يحقق لنا كل خير في دنيانا وآخرتنا.
ومما لا شك فيه: أن التمسك بالعقيدة، والإيمان بالله - سبحانه وتعالى - هو الأساس في نصر المسلمين، وتوثيق أمورهم في طول حياتهم ... "
رحمه الله رحمة واسعة
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
خَالِدِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " أصبحت بلادنا مضرب الأمثال في العزة والكرامة والتقدم والازدهار ...إن الذين يتساءلون عن أسباب العزة والمنعة والأمن والاستقرار التي تتميز بها بلادنا الغالية ؟ إنما يجدون الإجابة في شدة تمسكنا بشريعة الله، وتطبيقها من خلال كتابـه المحفوظ وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"
وقال أيضاً الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – "عقيدتنا السمحة، وشريعتنا الغراء، غنية بالروافد الخيرة المعطاءة التي توفر لنا مصدراً قويماً لشريعتنا، وتنظيم علاقاتنا وسلوكنا، والتي تهيئ لنا الحلول الناجعة لمشكلاتنا، ومشكلات البشرية جمعاء، سواء أكانت معنوية أم مادية".
وقال أيضاً الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – "من نعم الله على هذا البلد وأبنائه: أن مَكَّنَ لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وبدلهم من بعد خوفهم أمناً، وعبدوه وحده لا يشركون به شيئاً، ولذلك كان القرآن الكريم، وكانت السنة النبوية المطهرة، وما زالا مصدر الحكم والتشريع في هذه البلاد، حتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ لإيماننا الكامل بأن في التمسك بهما قولاً وعملاً؛ نجاحنا وفلاحنا ورقينا وتقدمنا وتطورنا وازدهارنا.
ومنذ أن مَنَّ الله على جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - بنعمة توحيد هذه المملكة، وجمع شتاتها، تحت راية "لا إله إلا الله" "محمد رسول الله" وضع نصب عينيه: إقامة العدل، ونشر الأمن والرخاء، والدعوة إلى الله، والسير على نهج الرسول العظيم، والسلف الصالح؛ معتمداً في ذلك: على إيمانه بالله ، والجهاد في سبيله ونصرة كلمته".
رحمه الله رحمة واسعة
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
فَهْدِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " إن السبب الأساس، والشيء الذي انطلقت منه هذه الانطلاقات الخَيِّرَة، تعود إلى أن هذا البلد يتمسك بالعقيدة الإسلامية، نصاً وروحاً، وسوف يبقى - إن شاء الله - متمسكاً بها حتى تقوم الساعة "
وقال أيضاً الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " سنظل - بمشيئة الله تعالى - متمسكين بمبدأ العقيدة الإسلامية ؛ لأننا نعرف أن في ذلك عزتنا وسؤددنا ونصرتنا ...
وإنَّ من نعم الله أن وفق هذه البلاد، للتمسك بالعقيدة وإرساء قواعد الأمن، وتوفير وسائل الرخاء والاستقرار"
وقال أيضاً الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " لقد جاء موحد هذه الجزيرة، وجامع شملها، الملك عبد العزيز - رحمه الله - ليقم دولة التوحيد والشريعة الإسلامية والدعوة السلفية، رمز الإسلام الحقيقي، ومظهره العلمي، حيث يلتحم الدين بالدنيا، وتسير الأمة كلها في طريق الله، طريق الجهاد الصادق والعمل المثابر...
وكانت مسؤولية الحكم - وما تزال - تنتقل من يد إلى أخرى، بيسر دون عناء؛ لأن عقيدة الإسلام هي أساس العدل، والعدل أساس الملك، والحكم بما أنزل الله مسؤولية وتكليف نتصدى لها، وقلوبنا لربها واجفة، خشية التقصير وعقاب العلي الكبير"
وقال أيضاً الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " نحن في هذه البلاد، نفتخر ونعتز أننا متمسكون بعقيدتنا الإسلامية، وسوف ندافع عنها بالنفس والنفيس، وسوف نجعلها هي القدوة، سواء كان في شريعتنا أو تنظيماتنا في مختلف حاجاتنا للتنظيم، أو في حياتنا اليومية أو الشهرية أو السنوية، فلذلك المملكة العربية السعودية - بالذات - عليها واجبات، ولها واجبات، عليها واجبات كبيرة بالنسبة للإسلام والمسلمين في أي مكان كان، ولها واجبات على المسلمين أن يقدروها؛ لأنها لا تلتفت لشيء، ولا تنظم إلا ما تقره العقيدة الإسلامية. العقيدة الإسلامية لم تترك خيراً إلا وأبانته، ولم تترك شراً إلا وأبانته، حتى يجتنبه المسلم. العقيدة الإسلامية خلاصة للعقائد الإسلامية، وأتت في مصلحة البشر عموماً، ليس فقط في الأمة العربية.
يَدَّعُوْنَ الديمقراطية أو الحرية، ما أعتقد أن فيه ديمقراطية أو حرية ممكن تعود على البشر بالخير، مثل ما في العقيدة الإسلامية؛ من حرية وديمقراطية ورأفة ورحمة وقوة. هي عقيدة تجمع جميع الفضائل، وتبعد الإنسان عن جميع الرذائل، لذلك نحن فخورون بعقيدتنا، وسوف نلتف حولها، ونبقى مدافعين عنها، مهما كانت الظروف والأسباب، لا نريد الإنصاف إلا من ربِّ العزة والجلال، ولكننا لا نهتم بأي حال من الأحوال، بمن يريد أن يعكر صفو العقيدة الإسلامية، أو صفو التماسك في هذا الوطن، أي المملكة العربية السعودية "
رحمه الله رحمة واسعة
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " لقد أعز الله هذه الدولة؛ لأنها أعزت دين الله، وسارت على نهج ثابت، يتوارثه خلف عن سلف، وسوف تبقى عزيزة لا يضرها من عاداها: ما دامت ترفع راية التوحيد، وتحكم شرع الله ... "
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – "إن نهج المملكة العربية السعودية، يلزمها برعاية العلم وأهله، والاستفادة من علم العلماء والفقهاء، فمنذ أن تمّ توحيد المملكة، على يد المؤسسالملك عبد العزيز - رحمه الله -، وبلادنا مستمرة في العمل بهذا النهج، فالعلماء هم فقهاء العقيدة، وهم الدعاة إلى الصراط المستقيم، وسوف تواصل تعاونها - إن شاء الله-معكم ومع علماء الأمة، وقد أحسنت رابطة العالم الإسلامي، في إقامة الملتقى العالميللعلماء والمفكرين المسلمين، من أجل متابعة قضايا الأمة، وما تتعرّض له من تحدّيات، وإن المملكة، ستدعم هذا الملتقى الذي يمثل علماء الأمة الإسلامية، تحقيقاً لنهجها في الاستفادة من ورثة الأنبياء، وتعلمون أن دستور هذه البلاد، قائم على تحكيم الشريعة والعمل بها، ولا نقبل المساس بها من أحد".
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " هذه دعوة أهلي، وآبائي، وإخواني، وأبنائي، وكل بيت من بيوتكم هو بيت لي. وأنتم - ولله الحمد - ماضيكم جيد، وأبيض - وإن شاء الله - أنتم وأبناؤكم على سيرة السلف الصالح، ودعوتكم هذه باقية - إن شاء الله –وأنا - والله – أعزكم، وأعز كل ابن من أبناء المملكة العربية السعودية. وشكراً لكم".
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – "المملكة العربية السعودية، أعزها الله ونصرها بتمسكها بالعقيدة الإسلامية، وأنتم، وآباؤكم، وأجدادكم، وأبناؤكم، أعزكم الله بتمسككم بالعقيدة الإسلامية، وهو شرفٌ وعِزٌ لكم، وأنتم ونحن - إن شاء الله – بخير، ما دمنا متمسكين بهذه العقيدة، وإن شاءالله لن يأتينا إلا كل خير".
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " المملكة العربية السعودية، دولة إسلامية دستوراً وقانوناً".
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود-رحمه الله تعالى – " يجب علينا أن نضع نصب أعيننا المحافظة على عقيدتنا الإسلامية، والتمسك بنهجها القويم، فهذا هو أوجب الواجبات علينا، وما دمنا سائرين على طريق الحق ومتمسكين بعقيدتنا وديننا الإسلامي الحنيف، فلن يضرنا أي صوت حاقد أو مغرض ولن نلتفت لأي ناعق".
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " إن هناك شيئين مهمين لا مساومة فيهما أو عليهما: هما العقيدة والوطن، ليس فيهما أخذ ولا رد، ويجب أن يعي القريب والبعيد هذا الأمر.
إن سبب حقد الحاقدين على بلادنا هو كونها تحكم الشريعة المحمدية، واعتقد جازماً أنه ليس في العالم دولة تحكم الشريعة المحمدية إلا بلادكم، وهذا فخر وعز لكم، وإن شاء الله تعالى نموت ونحيا على هذه العقيدة وعلى تحكيم الشريعة المحمدية".
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله تعالى – " ليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، والتمسك بسنته، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وإتباع آثار السلف الصالح من هذه الأمة".
رحمه الله رحمة واسعة
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
سلمان بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى -
أيها الإخوة والأبناء المواطنون والمواطنات:
إنني، وقد شاء الله أن أحمل الأمانة العظمى، أتوجه إليه سبحانه مبتهلاً أن يمدني بعونه وتوفيقه، وأسأله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. وسنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - وعلى أيدي أبنائه من بعده، رحمهم الله. ولن نحيد عنه أبداً، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
أيها الأخوة:
إن أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها، وسنواصل في هذه البلاد - التي شرفها الله بأن اختارها منطلقاً لرسالته وقبلة للمسلمين - مسيرتنا في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا، مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه المولى لنا، وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال.
والله أسأل أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار، وأن يحميها من كل سوء ومكروه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقال أيضاً :
يُسعدني الاحتفاءُ بتكريمِ نخبةٍ من الأبناءِ الذين حملوا في صدورهم أعظمَ كتابٍ وهو القرآنُ الكريم ففيه السعادةُ والطمأنينةُ وفيه الخيرُ والبركةُ لمن تمسك به وعمل بما فيه .
أيـهـا الإخــوة :
إن من أجّلِ النعمِ على أمةِ الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسانٍ عربي مبين , فكلما تمسكنا بهديه في جميع شؤوننا كانت لنا العزةُ والمنعةُ وكلما بعدنا عنه أصابنا الذلُ والتفرقُ.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن اللَه يرفعُ بهذا الكتابِ أقواماً ويضعُ به آخرين )، وإننا نشكرُ اللَه تعالى أننا نعيشُ في دولةٍ مباركةٍ تطبق أحكامَ الشريعةِ منذ أن أسسها الإمام الباني الملكُ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ وأبناؤه من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد ــ رحمهم الله ــ فقد اتخذت من كتابِ الله العزيز وسنةِ نبيه المصطفى دستوراً يَحكم جميع مناحي الحياة فيها كما نصت علية المادةُ ( السابعة ) من النظامِ الأساسي للحكم .
وقال أيضاً :
إن هذا المكان بُدئ منه توحيد المملكة من خلال 63 فردا، وجُمع الشعب، وكونت الوحدة في هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله، وهذا،- ولله الحمد- توفيق من الله للملك عبدالعزيز ورجاله؛ أن يوحدوا هذه البلاد، حتى أصبحت بلادا موحدة تعتز بدينها وتعمل بكتاب الله وسنة رسوله.
وقال أيضاً :
يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكونت هذه الوحدة، المبنية على العقيدة الإسلامية، وحدة عربية إسلامية.
وقال أيضاً :
أن من يعتقد أن الكتاب والسنة عائق للتطور أو التقدم فهو لم يقرأ القرآن أو لم يفهم القرآن.
وقال أيضاً :
جميع الحقوق التي تسعى البشرية لها من إسعاد البشر ومن رفع مستوى المعيشة ومن التراحم بين الناس ومن الشورى ومن حفظ حقوق الإنسان من كل المقاييس والمعايير التي يدعيها ويقول بها الناس في هذا الزمان فهي محفوظة في كتاب الله وسنة رسوله.
وقال أيضاً :
لا بد أن ندرك أن هذه البلاد التي نزل بها الوحي على رسول عربي بلغة عربية وهذه مسئولية كبرى علينا بضرورة التمسك بكتاب الله وسنة نبيه وهذا أصلا ما ينطق به النظام الأساسي للحكم وهذه البلاد عربية أصيلة منها توهجت العروبة واستقت الأصالة ،ولوعدنا لما قبل التوحيد في هذه البلاد لوجدنا كل مدينة او قرية او قبيلة كانت تمثل دولة مستقلة سواء في الوسط أو الغرب أو الشمال أو الجنوب وكان الناس متناحرين فكان داخل المملكة ممالك من شتى القبائل فجاء الموحد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فجمعنا في أمة واحدة ودولة واحدة وكانت القاعدة الأساسية للتشريع فيها، الكتاب والسنة .
وقال أيضاً :
بكل وضوح وصراحة نقول ان أهم ما علينا أمننا واستقرارنا ، والحقيقة ان الاستثمار الأمثل الذي نحرص عليه هو الاستثمار في الرجال والأجيال وأبوابنا مشرعة لكل من يرى نقصا أو عيبا وأقول بكل شفافية (رحم الله من أهدى إليّ عيوبي) فكل من يرى خللا في العقيدة أو مصالح الشعب ودولتنا فنرحب به ويسعدنا ذلك،وهذا النهج موجود في كتاب الله تعالى وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء والصحابة من بعده ونقول دائما نحن بشر نخطئ ونصيب ونتقبل النصيحة ولكن وفق ضوابطها بأن تكون بين ولي الأمر ومن يرى الخلل،أما التشهير أمام الناس فلا ينبغي، فنحن أسرة نبتت من تربة وأرض هذه البلاد دماؤنا حمراء ليست زرقاء ولم نأت من فوق لا من استعمار ولا غير استعمار، فقد نبتنا من هذه الأرض فمن محمد بن سعود إلى اليوم ،ونحن عدنانيون من نسل هذا البلاد الطاهرة كما أننا مكاويون .
وقال أيضاً :
إن هذه الدولة قامت على التوحيد ولم تسقط منذ عقود طويلة وعلى الرغم من الخلافات العائلية التي تسببت في سقوط الدولة السعودية الثانية إلا أن المؤرخين تنبؤوا بعودتها للقيام وهذا ما حدث في الدولة السعودية الثالثة وفي اعتقادي لن يفلح من يريد إسقاطنا إلا عندما يفلح في إخراجنا وإبعادنا عن ديننا وعقيدتنا لذا لابد لنا من التمسك بالدين والعقيدة والدولة تفتح قلبها وأبوابها لكن من خرج عن رشده ثم عاد إلينا وقد أدرك الدرس وعرف الخطأ الذي وقع فيها، ومع هذا لن نسمح لكائن من كان يمس بأمن هذه البلاد أو يعبث به لأننا في مركب واحد يجب على الجميع المحافظة عليه .
وقال أيضاً :
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي طعن فيها بعض أبناء جلدتنا مع الأسف ، واتهمها بتهم كاذبةجاءت متأثرة ببعض الأحداث الإرهابية التي حصلت في بلادنا ، وبعد أحداث الحادي عشرمن سبتمبر خاصة، وأكد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله تعالى : أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب سلفية صافية وفي هذا رد أيضا على بعض أصحاب اللوثة المتلبرلة الذين ينفون أن الدولة السعودية قامت على نهج دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وقال أيضاً :
أتحدى أي شخص أن يأتي بحرف واحد في رسائل وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي أصدرها في عصره يخالف كتاب الله وسنةرسوله.
وقال أيضاً :
قامت الدولة السعودية على أساس الكتاب والسنة ولم تقم على أساس إقليمي أو قبلي أوأيدولوجي (فكربشرى)، فلقد تأسست على العقيدة الإسلامية منذ أكثر من مائتين وسبعين سنة عندماتبايع الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهما الله - على نشرالإسلام وإقامة شرع الله- عز وجل-، وبسبب أساس الدولة السعودية وانتمائها هذا، هوجمت منقبل أعدائها منذ تأسيسها الى اليوم ، مستخدمين أساليب التشويه وإلصاق التهم بدعوةالشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية ، التي هي في الأساس تدعو إلى الإسلام كما جاءفي الكتاب والسنة. لهذا ظهرت مصطلحات مثل (الوهابية) لتشويه تاريخ الدولة السعوديةومبادئها ...
وفي منى في عام 1365 هـ / 1946 م عند استقبال رؤساءوفود الحجاج، أوضح الملك عبد العزيز هذا الأساس الذي تقوم عليه الدولة قائلا: (يقولون إننا وهابيون والحقيقة إننا سلفيون محافظون على ديننا نتبع كتاب الله وسنةرسوله)، هذا هو أساس الدولة السعودية منذ أن أنشئت. والسؤال هنا : هل يستطيع أحد أنيجد في تراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب أي شيء ليس مستمدا من كتاب الله وسنة نبيهالمصطفى -صلى الله عليه وسلم-، لكي يصدق مثل هذه التهم والدعايات؟.
وقال أيضاً :
المملكة العربية السعودية لم تقم على عصبية عندما قامت في أيامها الأولى فيمنتصف القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي ولم يستند الملك عبد العزيز علىخلفيته القبلية هذه عندما أعاد تأسيس هذه البلاد لأن شرعية هذه الدولة منذ أن تأسستإلى اليوم تقوم على الكتاب والسنة النبوية الشريفة.
وقال أيضاً :
أتحدث معكم اليوم من منطلق الدولة السعودية منطلق الدعوة التي قادها الإمام محمد بن سعودوالشيخ محمد بن عبد الوهاب وهي دعوة إسلامية صرفة ليس فيها لا زيغ و لاظلال، وأتحدى واحد يجي بحرف واحد في كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو رسائله التي أصدرها يخالف كتاب الله أو سنة رسوله- صلى الله عليه وسلم-، كان هناك مساجد وعلماء، ولكن ما كان لهم صوت مسموع ، إذ كانت الحالة كما تعرفون في الجزيرة العربية في ذلك الوقت عند انطلاق الدولة السعودية تبنى الإمام محمد بن سعود دعوة الشيخمحمد بن عبد الوهاب وهي دعوة صافيةخالصة وترجع لكتاب الله وسنة رسوله ولا شيء غيرذلك.
وقال أيضاً :
في هذه المدينة المباركة طيبة الطيبة بدأت نهضة الدولة الإسلامية الأولى على الكتاب والسنة النبوية. وفي هذه الأرض العربية منطلق العروبة والإسلام تأسست الدولة السعودية على المبادئ ذاتها متأسية بتلك الدولة الإسلامية الأولى وأسسها العظيمة التي تقوم على راية التوحيد ، وتدعو إلى الدين الخالص من أي ابتداع أو ممارسات ليست في الكتاب أو السنة وأقوال السلف الصالح، وعندما ظهرت الدولة السعودية في الدرعية أعادت للمنطقة الدولةَ المركزيةَ القائمةَ على الدين مثلها مثل الدولة الإسلامية الأولى ،واستعادت للجزيرة العربية الأمن والاستقرار الذي فقدته عدة قرون، ولاشك أن قيام الدولة السعودية الأولى وانتشارها الواسع في شبه الجزيرة العربية ونجاحها في إرساء الاستقرار والأمن والحكم الرشيد ، أدى إلى النقمة عليها ، لذا بدأ البعض بإطلاق مصطلح (الوهابية) على تلك الدعوة لتنفير المسلمين من هذه الدولة ومبادئها الصحيحة.
وأنا هنا أدعو الجميع إلى العودة إلى تراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب والبحث في ثناياه عن أي شيء يخالف الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ولن يجدوه. أين الجديد أو الاختراع في هذه الدعوة حتى يطلقون عليها أشنع الألقاب والصفات ويصمونها بأنها تتضمن أشياء غريبة خارجة عن الدين الإسلامي ؟!، قال الملك عبدالعزيز -رحمه الله-كما جاء في صحيفة أم القرى: "يسموننا الوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض...نحن لسنا أصحاب مذهب جديد ، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح. ونحن نحترم الأئمة الأربعة لا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، ولأهمية ارتباط هذه البلاد بالدين الإسلامي فقد نص النظام الأساسي للحكم في مادته الأولى على أن المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام ،ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. كما تنص المادتان السابعة والثامنة على أن الحكم في المملكة العربية السعودية يستمد سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وأن الحكم فيها يقوم على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية.
وعندما خاطب الملك عبدالعزيز المواطنين في أثناء زيارته المدينة المنورة في محطة العنبرية في 21 ذو القعدة 1346هـ أشار إلى أهمية نصرة الدين الذي هو أساس هذه الدولة وذلك حسب ما نشر في صحيفة أم القرى فقال: " إنني أعتبر كبيركم بمنزلة الوالد وأوسطكم أخا وصغيركم ابناً فكونوا يداً واحدة وألفوا بين قلوبكم لتساعدوني على القيام بالمهمة الملقاة على عاتقنا ، إنني خادم في هذه البلاد العربية لنصرة هذا الدين وخادم للرعية.
إن شرعية هذه الدولة هي في منهجها وتاريخها الطويل الذي بدأ ببيعة شرعية للالتزام بالدين الصحيح منهجاً ومسلكاً في الحكم والبناء السياسي والاجتماعي وليس في حادثات الفكر المستورد أو الفوضى والتخبط الفكري الذي لانهاية لجدله ولا فائدة من مبادئه. فأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاء.
أدام الله عزه، وأدام عليه الصحة والعافية
تعليق الشيخ عبدالعزيز بن باز على كلمة الملك سعود
وهو ما ينطبق على كل ما سبق
فهذه الكلمات السلفية الصافية لملوك المملكة العربية السعودي ، يصدق على كل واحدة منها ما قاله الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية عبد العزيز ابن باز - رحمه الله تعالى - معلقاً على كلمة للملك سعود بن عبد العزيز - رحمهم الله جميعاً –:
" إنها - والله - كلمة جليلة، ومعانيها كبيرة، وأهدافها صالحة، تدعو إلى أسباب السعادة والنجاح، وتحذر من أسباب الهلاك والتدهور في هذه الدنيا والآخرة، وتدعو إلى التمسك بالقرآن الكريم وسنة النبي الأمين وسنة الخلفاء الراشدين، وهذا والله طريق السعادة والعزة الأصلح في الدنيا والآخرة. فجزاكم الله عن ذلك خيراً، وجعلكم من خير العاملين فيها، ومنَّ على المسلمين جميعاً بقبول النصيحة، والحذر من أسباب الشقاء والفضيحة وإنه على كل شيء قدير".
آل سعود لهم استحقاق الإمامة (الملك)؛ فهم من رفع راية التوحيد؛ عقيدةً ، وعبادةً ، واستخلافاً في هذا الزمان؛ فهم:
أول ما رفعوا راية التوحيد في أنفسهم (نموذج مجمتمعي داخلي خاص)، وقامت الدعوة فيهم، استحقوا السيادة على القلوب، ففي خلال عشرين سنة من قيام الدعوة السلفية تحت حماية آل سعود، حج الناس إلى الدرعية، وكان من ضمن الوافدين الأوائل وفد عسير على رأسهم المتاحمة وآل الحفظي، فاستحق آل سعود أن يكونوا متبوعين، وغصت الدرعية بطلبة العلم القادمين من كل مكان.
ثم قاموا بواجب الاستخلاف في أنفسهم (نموذج حكم محلي خاص)، بتطبيق تفاصيل الشريعة على أنفسهم، ثم في نظامهم الاجتماعي، ونظامهم الاقتصادي، ونظامهم السياسي، فأصبحوا نموذجاً تحج له الناس، ويتشبه الناس بأسلوبهم في الحياة، فالناس ترى فيهم أنفسهم، وترى فيهم أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع هوية وثقافة وعقيدة، فاستحقوا إمامة القدوة في نموذجهم.
وسارت الركبان بخبر هذا النموذج (نموذج حكم عام للمسلمين) ليتحقق لآل سعود السيادة على القلوب والسيادة في نموذج إدارة الحياة على مستوى النفس والمجتمع والحاكمية، فاستحقوا بجدارة أن يجمعوا الناس على وحدة واحدة، تُعطى فيه السيادة لملاكها من آل سعود.
التبع الملك أسعد الكامل يبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل دهر من الزمان
من مولده وبعثته صلى الله عليه وسلم
في عز أوج وقوة الإمبراطورية الحميرية؛ أعلن ملوك حمير خضوعهم وإيمانهم برسول الله صلى الله عليه سلم، الرسول القادم والذي اقترب زمانه، ولم يبعث بعد، قال التبع الملك أسعد الكامل في أبيات توارثتها الأنصار في المدينة؛ وقيل أن الأنصار من اليمن؛ استوطنوا المدينة ينتظرون بعثة النبي المبشر به من لدن حكيم عظيم خبير مجيد، قال التبع الملك أسعد الكامل رحمه الله رحمة واسعة:
شهدت على أحمدٍ أنه رسول من الله باري النسم
فلو مد في عمري إلى عمره لكنت نصيراً له وابن عم
وجالدت بالسيف أعداءه وفرجت عن صدره كل غم
وفي هذه الأبيات يعلن الملك التبع أسعد الكامل؛ أنه سيكون نصيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه سيجالد بالسيف أعداءه، وهذا إعلان واضح لكل حميري أن سيوفكم ستنضوي تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن السمع والطاعة له حتى يرضى صدره صلى الله عليه وسلم.
وقيل أن الأنصار توارثوا كتاباً سُلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما وصل للمدينة ونزل ببيت أبو أيوب الأنصاري، وهو وارث هذا الخطاب، وسلمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى الطبري في تفسيره عن ابن إسحاق وغيره؛ أنه كان في الكتاب الذي كتبه : (أما بعد، فإني آمنت بك وبكتابك الذي أنزل عليك، وأنا على دينك وسنتك، وآمنت بربك ورب كل شيء، وآمنت بكل ما جاء من ربك من شرائع الإسلام؛ فإن أدركتك فبها ونعمت، وإن لم أدركك فاشفع لي ولا تنسني يوم القيامة، فإني من أمتك الأولين وبايعتك قبل مجيئك، وأنا على ملتك وملة أبيك إبراهيم عليه السلام).
وتلتقي أسرة آل قطنان مع هذا الملك التبع العظيم في الجد زيد الجمهور وهو أبو الملوك، ومنهم؛ الأخوين (كعب) جد الأصابح التبابعة، و(ذو رعين) جد الملوك السبعة، جدنا؛ جد الشراحين، وجد قبيلة يافع.
قصة الملك التبع أسعد الكامل و الملك سيف بن ذي يزن كما هي في كتب التاريخ
قصة الملك التبع أسعد الكامل
وكان الملك أسعد الكامل قد سمع عن يهود المدينة، وقيل أنهم سكنوا المدينة بيثرب لعلمهم بأنها ستكون مهاجر لنبي لم يبعث بعد، فقرر أن يواجههم، وذلك قبل ميلاد الرسول بثلاثمائة سنة ، فذهب إلى اليهود ليواجههم، فخرج له عالم من علماء اليهود اسمه شامويل، قال له : إن هذه البلدة ستكون مهاجر نبي آخر الزمان ، وتكون دار إقامته ، وأنصاره قوم من اليمن فرجع الملك عن رأيه في غزوهم، فبني بيتاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا هاجر يسكن فيه، وأحضر مجموعة من العلماء الذين معه وعددهم أربعمائة عالم، وأعطى لكل عالم منهم جارية، ونفقة، وأمرهم أن يسكنوا في هذه البلدة، حتى إذا جاء هذا النبي، آزروه ونصروه ، وترك لهم كتاباً يسلمونه للنبي ومكتوب فيه :
شهدت على أحمد أنه رسول من الله بارى النسمّ
فلو مدَّ عمرى إلى عمره لكنت نصيراً له وابن عمّ
وجالدت بالسيف أعداءه وفرّجت عن صدره كل غمّ
فآمن بالنبي ، وذهب إلى الكعبة فغسلها ، وطاف بها وهذا الإيمان برسول الله كان قبل بعثته بثلاثمائة عام ، ويمر الزمن ويهاجر رسول الله إلى المدينة، وكل واحد من أهلها يريد أن يأخذ رسول الله إلى بيته ، فيقول لهم : دعوا الناقة فإنها مأمورة، فتأتى الناقة عند بيت أبى أيوب الأنصاري وتبرك، فإذا بأبي أيوب الأنصاري هذا من سلالة كبير العلماء ، وهذا البيت الذي يسكنه أبو أيوب ، كان بيت الملك التبَّع الذي بناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينزل صلوات الله وسلامه عليه إلا في بيته الذي بناه له الله سبحانه وتعالى من ثلاثمائة عام على يد الملك التبع أسعد الكامل.
قصة الملك سيف بن ذي يزن آخر ملوك حمير
يسلم الإمبراطورية الحميرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ويعلنها أمام عبدالمطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم
لما ذهب عبد المطلب إلى اليمن يهنئ سيف بن ذي يزن بانتصاره على الحبشة، ومعه جماعة من قريش، قابلهم وأدخلهم بيت الضيافة، وقال لهم: انتظروا هنا، وتركهم لمدة شهر، وفي يوم من الأيام دعا عبد المطلب وقال له: إني أجد في الكتاب المكنون، والعلم المخزون الذي اخترناه لأنفسنا وحملناه دون غيرنا، خبراً عظيماً، وخطراً جسيما،ً فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاة للناس كافة، ولرهطك عامة ، ولك خاصة ".
فقال عبد المطلب: مثلك أيها الملك من سر وبر، فما هو فداك أهل الوبر زمراً (أي جماعات) بعد زمر؟، قال: إذا ولِد بتهامة غلام، به علامة بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، ولكم به الزعامة، إلى يوم القيامة، فقال عبد المطلب: أبيت اللعن، لقد أبت بخير ما آب به وافد قوم، ولولا هيبة الملك وإعظامه وإجلاله، لسألته من بشارته إياي ما أزداد به سروراً؛ قال سيف بن ذي يزن: هذا حين يولد فيه، أو قد ولد، اسمه محمد، بين كتفيه شامة، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، قد وجدناه مراراً، والله باعثه جهاراً، وجاعل له منا أنصاراً، يعزّ بهم أولياءه، ويضرب لهم الناس عن عرض، ويستبيح به كرائم الأرض، يعبد الرحمن، ويزخر الشيطان، ويخمد النيران، ويكسِّر الأوثان، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله.
قال عبد المطلب: أيها الملك عزَّ جارك، وسعد جدك، وعلا كعبك، ونما أمرك، وطال عمرك، ودام ملكك، فهل الملك ساري بإفصاح؟ فقد أوضح بعض الإيضاح، قال سيف بن ذي يزن: والبيت ذي الحجب، والعلامات على النصب، إنك يا عبد المطلب لجدُّه بلا كذب، قال فخرَّ عبد المطلب ساجداً، فقال سيف: ارفع رأسك، فقد ثلج صدرك، وعلا أمرك، فهل أحسست شيئاً مما ذكرت لك؟ قال عبد المطلب: نعم أيها الملك ، إنه كان لي ابن، وكنت به معجباً، وعليه رفيقاً، فزوجته كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهره، فجاءت بغلام، وسمَّيته محمدا، ومات أبوه وأمه، وكفلته أنا وعمه، بين كتفيه شامة، وفيه كل ما ذكرت من علامة.
فقال سيف : إن الذي ذكرت لك حق، فاحتفظ بابنك، واحذر عليه اليهود، فإنهم له أعداء، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً، واطوِ ما ذكرت لك دون هذا الرهط الذي معك، فإني لست آمن أن يدخلهم التحاسد من أن يكون لك الرياسة فيبغون لك الغوائل، وينصبون لك الحبائل وهم فاعلون، أو أبناؤهم، ولولا أنى أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار ملكه، فإني أجد في الكتاب الناطق، والعلم السابق: أن يثرب استحكام أمره، وموضع قبره، وأهل نصرته.
وقيل أن سيف بن ذي يزن أرسل ابنه إلى مكة، وبقي بها عاماً كاملاً حتى قتل سيف بن ذي يزن رحمه الله، فعاد الابن إلى اليمن.
وهذه القصة؛ رواها السمهودى في وفاء الوفا " تاريخ المدينة "، وابن دحلان في " السيرة النبوية"، وابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما رواه الإمام الماوردى في أعلام النبوة، وأبو نعيم ، والبيهقي ، من طريق عفر بن زرعة ، بن سيف بن ذي يزن عن أبيه.
الحميريون خدام راية التوحيد ... الملك الحارث بن عبدكلال مثالاً
وفود اليمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإذعانهم طواعية، وقصة الملك الصحابي الحارث بن عبدكلال رضي الله عنه الذي نزل عن ملكه وتفرغ للجهاد حتى موته رضي الله عنه، وكيف نصر الخليفة أبي بكر رضي الله عنه بعشرين ألف مقاتل من الحميريين في حروب الردة، وكيف أنه كان بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين، وأدوارهم في نصرة كل من تعاقب على رفع راية التوحيد من الأئمة والخلفاء والملوك كل هذا في مبحث قادم بإذن الله تعالى.