بسم الله الرحمن الرحيم
قوله: (الذي نور إلخ) في ابتداء كلامه براعة استهلال حيث لوح في كلامه إلى فائدة من فوائد الفن المشروع فيه وهي الفائدة الراجعة إلى نفس الشخص بالنظر إلى قوته النظرية التي هي الترقي من حضيض التقليد إلى ذروة الإيقان.
وبقي فوائد منها الفائدة الراجعة إلى الغير التي هي إرشاد المسترشدين بإيضاح المحجة وإلزام المعاندين بإقامة الحجة، والفائدة الراجعة لأصول الإسلام وهي حفظ عقائد الدين عن أن تزلزلها شبه المبطلين، والفائدة الراجعة للفروع وهي بناء العلوم الشرعية عليه فإنه أساسها وإليه يرجع أخذها واقتباسها؛ إذ لو لم يثبت صانع قادر مكلف مرسل للرسل منزل للكتب لم يوجد شيء من العلوم الشرعية، والفائدة الراجعة إلى الشخص بالنظر لقوته العملية وهي صحة النية وإخلاصها في الأعمال وصحة الاعتقاد وقوته في الأحكام المتعلقة بالأفعال.
وغاية هذه الأمور كلها الفوز بسعادة الدارين، وكل هذه في الحقيقة ثمرة الثمرة وإلا فالثمرة هي الإثبات على الغير على ما ارتضاه السيد أو التحصيل على ما بينه السعد فافهم والله الموفق.
قوله: (بمعرفة) المراد بها التصديق الجازم عن دليل، وعبر بها مع القول بأنها إنما تتعلق بالجزئيات لإشعارها بسبق الجهل الذي هو شأن الحوادث مع وضوح المراد.
قوله: (عقائد) هي المسائل التي يقصد منها الاعتقاد دون العمل.
والمسألة هي القاعدة وهي لا تكون إلا كلية فيرد نحو الله عالم الله قادر فإنها ليست كلية إلا أن يقال التزام كلية المسائل خاص بغير هذا الفن، وأما التأويل بواجب الوجود عالم ونحوه فقال السيد إنه تكلُّف.
قوله: (وحرر إلخ) أي: خلص عقولنا من أخلاط التقليد التي تعوق عن المقصود الذي هو معرفة العقائد بالدليل العقلي المؤيّد بالدليل النقلي.
والعقول جمع عقل، وهو قسمان: نظري، وعملي.
فالأول قوة عاقلة تدرك بها النفس الناطقة التصورات والتصديقات.
والثاني قوة عاملة يتحرك بها بدن الإنسان إلى الأفعال الجزئية بالفكر والروية أو الحدس بآراء واعتقادات تخص تلك الأفعال. وقد يسمى الأول قوة نظرية، والثاني قوة عملية.
قوله: (والصلاة والسلام الخ) لما كان صلى الله عليه وسلم وأصحابه الواسطة العظمى في تنوير القلوب وتحرير العقول وسائر النعم طلب من الله الصلاة والسلام عليهم ليكون كالمكافئ، وعمم الدعاء لأنه أقرب للإجابة.
قوله: (أمّا بعد) إذا كان ما بعدها يصلح للعمل فيها بحيث لا يحتاج إلى تقدير كانت من معمولاته وإلا كانت من معمولات الشرط، وليس المقصود التعليق حتى يترجح أحدهما على الآخر ويحتاج إلى تقدير بل التأكيد فافهم وتأمل.
قوله: (على مقدمتي) لا يخفى ما في (على) من الاستعارة والأحسن في المقدمة أن تكون من اللازم كما بينه بعض المحققين.
قوله: (التي نظمتها إلخ) النظم يتعلق بالألفاظ.
والعقائد هي المسائل فهي معاني فإن أوقعت الضمير على الألفاظ ولم تقدر فالظرفية من ظرفية الدال في المدلول لأن المعاني كالظرف تحضر أولا ثم يؤتى بالألفاظ على وفقها كالمظروف وإلا فيحتمل غير هذا وهو ظاهر لمن تأمل.