هذه حواش ظريفة، وتقريرات لطيفة، نمّقها العالم العلّامة الجليل، والحبر النحرير الفهّامة النبيل، حاوي الفضائل والمكارم، الأستاذ الشيخ إبراهيم الرشيدي الجارم، على شرح فريد الزمان، ووحيد الأوان، بدر أقرانه، وبهجة إخوانه، شهاب الملة المنير، سيدي الشيخ أحمد بن محمد الدردير، على رسالته تحفة الإخوان في علم البيان، نفع الله بهم أهل الإيمان، آمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
يا من تقدست حقيقة ذاته عن التشبيه، واتصف كلامه القديم بالبيان الشافي فلا نظير له ولا شبيه، أحمدك بكل تصريح وكناية على ما ألهمت من أسباب البيان، وأتوكل عليك في سلوك مجازات الضراعة بالجوارح مع اللسان، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد نبيك المرسل بالملة الحنيفية الأصلية، وعلى أله وأصحابه وأهل بيته ومن تحققت له منه علاقات التبعية، ما ظهرت قرينة الوداد كشمس النهار، وخطب على منبر جامع الحب خطيبُ الاسرار.
وبعد، فإن رسالة الإمام أبي البركات، شيخ ذوي الإرشاد والسلوك وخلاصة العلماء السادات، الأستاذ القطب الشهير، شيخ مشايخنا العلامة المحقق الشيخ أحمد الدردير، رضي الله عنه التي ألفها وشرحها في البيان، لم تكتحل بها عين الزمان، عذبة الألفاظ سهلة المعاني، قل أن يوجد في فنها ما يوازيها أو يداني، وكنتُ عُنِيتُ بمطالعتها قديما، وصبغت من فوائدها أديما، ثم وسطرتُ ما جمعت بالهوامش والأطراف، مع السهولة وتجنب الاعتساف، ثم تركت ما سوّدتُه حتى خيف عليه التفرقُ والضياع، فالتمس مني بعضُ أولادي تبييض ما سوّدتُه للانتفاع، ظنّا منه أن لي يدا في ذلك، وإني ممن تظنه الأعداد والفذالك، فأجبته اتكالا على ظنّه الجميل، وإعانةً له على التحصيل، مستعينا بالله عز وجل في تحريره، محركا حلقة باب الفرح بتقريره، إنه الكبير المتعال، الكفيل ببلوغ الآمال.