خمسُ فوائد للتعليم في الهواء الطلق


برنامج المدرسة الخارجية (للتعلم في الهواء الطلق) هو برنامج بيئي تعليمي مدته ثلاثة أيام لطلبة الصف السادس الأساسي. وهو البرنامج الختامي لسنة كاملة يتم قضاؤها بدراسة الأنظمة البيئية المحلية، وأنظمة المناخ الشمالية، والكُلِّيّات الثقافية مع دراسة معمّقة للسكان الأصليين في المنطقة القطبية. برنامج المدرسة الخارجية يمثل التجربة الأولى للعديد من طلبتنا: تجربتهم الأولى بعيداً عن المنزل، تجربتهم الأولى للتخييم، وبالنسبة لجيل هذا العصر فإنها تجربتهم الأولى أيضاً بعيداً عن التواصل الالكتروني، وبالتالي فإنها تجربتهم الأولى في كونهم مسؤولين بشكل كليّ عن تسلية أنفسهم. ومن بين جميع الفوائد الناتجة عن هذا البرنامج، هناك خمسٌ منها تبرز دوماً لأهميتها. ونقدّم هنا أيضاً خمس أفكار لكيفية بناء برنامج مشابه في مدرستك:


أهمُّ خمسِ فوائد لبرنامج المدرسة الخارجية التعليمي:

المساهمة في بناء المجتمع:

يهتمُّ برنامج المدرسة الخارجية بمجال أساسي هو المجتمع. وهذا واضح منذ البدء بتنظيم طلبة الصفوف في مجموعات وتحديد الحافلات الخاصة بكل منها للسفر، وتنظيم المجموعات التي ستتشارك في المبيت في أكواخ التخييم، إلى تنظيم مجموعات الدراسات الميدانية، والتي يعاد تشكيلها أثناء القيام بالنشاطات المختلفة. فالطلبة يقضون وقتهم ويعملون في مجموعات لا تتشكل لوحدها في الوضع الطبيعي. ونحن عادة ما نسمع من الأطفال أنهم قاموا بتكوين صداقات جديدة في برنامج المدرسة الخارجية مع أشخاص كانوا يرونهم في المدرسة لسنوات دون أن يتعرفوا إليهم بشكل شخصي. كما يساعد برنامج المدرسة الخارجية أهالي الطلبة على رؤية أطفالهم في بيئة جديدة. لقد احتجنا إلى 1500 ساعة تطوّع من الأهالي لنتمكن من تنفيذ البرنامج خلال السنة الماضية (2015). وكانت واحدة من أكبر المهام التي تقع على عاتق كادر المدرسة هو تذكير الأهالي المتطوعين بشكل مستمر: "دع الأطفال يعملون هذا الأمر، فقط عليك أن تحافظ على تركيز المجموعة لإنهاء مهمّتهم. لا تقم بالعمل عنهم". وفي نهاية البرنامج يدرك الأهالي أن الأطفال لديهم قدرات أكثر مما سيعتقدونه لو قيل لهم عنها دون رؤية الأمر بأنفسهم.


رفع التوقعات والمعايير

عادة ما يتفاجأ زوّار برنامج المدرسة الخارجية (الأهالي، والإداريون، والمعلمون غير المشاركين) من حجم انخراط الطلبة في تنفيذ البرنامج. فالطلبة يقومون بطبخ طعامهم، وغسل الصحون، وتنظيف مكان المبيت وموقع التخييم، والقيام بمشاريع خدمة مجتمع لتحسين المكان وتركه أفضل مما كان عليه. ويقومون بكل ذلك بينما هم مستغرقون بإنجاز مشروع علمي ميداني يتطلب منهم أن يكونوا علماء ذوي فكر متعدد الاهتمامات يوظفون معرفتهم السابقة للتفاعل مع البيئات المتعددة، والطقس، والتحديات البدنيّة التي تقدمها البيئة الجبلية لمنطقة التخييم. خلال الأيام الثلاثة للبرنامج، نقوم برفع مستوى السلوك والأداء المتوقع من الطلبة بشكل كبير. وبفضل الدعم الذي يقدمه مجتمع البرنامج، والتجربة الجديدة التي يخوضها الطلبة، فإنهم يرتقون باستمرار إلى مستوى هذه التوقعات.


زيادة الروابط

إن مشاهدة مجموعة من طلاب الصف السادس أثناء قيامهم بتحضير وجبة الطعام للأطفال الآخرين لَهِيَ تجربة مدهشة حقاً. فهم يهتمون بكافة التفاصيل – ترتيب أدوات الطعام، وتحضير عدد كافٍ من الأطباق، والتوقيت المناسب لتقديم الوجبة. من سيذهب لإحضار الأزهار البرّيّة لتزيين الطاولة؟ هل غسلت يديك ثانية؟ تصبح جميع هذه الأمور ذات أهمية. وبمرور الوقت، يعمل الطلبة على إنجاز تفاصيل ذات دقّة أكبر متعلقة بالتجربة التي يخوضونها. فهم يودُّون أن يقدّموا تجارب أكثر تميّزاً وجودة لبعضهم البعض. فهم جزء من عملية تكوين مجتمع البرنامج، وهم يشعرون بزيادة ارتباطهم معه وكونهم جزءاً منه. وبانتهاء آخر دراسة ميدانية، فإن إحساس الطلبة بضرورة حماية البيئة والحفاظ عليها يظهر في خطط إعادة التأهيل ذات التركيب المعقد التي يقومون بوضعها وتطويرها لتحسين المكان.


بناء الثقافة

يستخدم الأفراد الذين ينتمون إلى ثقافة ما اللغة والقيم والأهداف المشتركة والارتباط بمكان محدد كوسيلة أساسية للتعبير عمّن يكونون. وهذه الأشياء تتكون لدى مجموعة طلبة برنامج المدرسة الخارجية التعليمي خلال مدة الأيام الثلاثة للبرنامج. لدينا أسماء لأكواخ المبيت، ومسمّيات وظيفية، وأسماء لأماكن في منطقة التخييم لا يفهمها أو يميزها إلا المشتركون في برنامج المدرسة الخارجية. وقت التجمع حول نار المخيّم في المساء له أهمية خاصة، وربما يكون الفرصة الوحيدة التي حظي بها بعض الطلبة ليكونوا مسؤولين عن تسلية أنفسهم دون استخدام التكنولوجيا. وتقدِّم فقرات مسرحية مثل "لماذا يوجد للظربان خط أبيض" و "لماذا يسبح سمك السلمون عكس تيار الجدول" جوّاً مليئاً بالمرح والمزاح يلقي الضوء في نفس الوقت على عملية التعلّم التي يخوضها الطلبة. وتصبح الأغاني وسائل لملء وقت الفراغ أو للإشارة إلى مجيء وقت الطعام أو النوم. قم بسؤال أي من الطلبة الذين شاركوا في برنامج المدرسة الخارجية وتجهّز لإجابة طويلة معقدة التركيب. وقم بسؤال عشرة من الطلبة لتظهر لك صورة أوضح عن تجارب العمل الجاد، والاستمتاع في الهواء الطلق، والمرح، والطعام الرائع – جميعها نتاج للثقافة المشتركة التي تكوّنت لدى المشاركين.


تكوين مشاعر وذكريات إيجابية عن المدرسة وتجربة التعلم في الهواء الطلق

في حفل تخريج طلبة الصف الثامن، يُساَل الطلبة في استبانة مفتوحة حول التجربة المفضلة لديهم أثناء الفترة التي أمضَوْها في المرحلة المتوسطة. وباستمرار تكون النتيجة أن أكثر من خمسين بالمئة من الطلبة يذكرون تجربتهم في برنامج المدرسة الخارجية كأكثر الأوقات متعة. فهم يتذكرون اسم الكوخ الذي كانت مجموعتهم تبيت فيه، ودورهم في الفقرات المسرحية، وأغنيتهم المفضلة، وكل التفاصيل حول حالة الطقس خلال الرحلة – وسيذكرون إن كانوا أعضاء في حملة العاصفة الثلجية الاستكشافية الشهيرة. سيخبرونك عن أشهى الفطائر المقلية التي أكلوها، وعن الأيل الذي شاهدوه خلال الدراسة الميدانية. إنهم يرغبون في الاشتراك ثانية في برنامج المدرسة الخارجية، ويتساءلون لمَ يتم تقديم البرنامج لطلبة الصف السادس فقط (وهو سؤال جيد لكنه بشكل منطقي مملوء بالتحدي أيضاً). حالياً، نقوم باستقبال طلبة الثانوية الذين تخرجوا من المدرسة بشكل متزايد للتطوع والمساعدة في البرنامج، وستجد أن هؤلاء الطلبة يذكرون تجربتهم في البرنامج عندما كانوا في الصف السادس.


بناء برنامج المدرسة الخارجية التعليمي الخاص بمدرستك

لبناء برنامج المدرسة الخارجية التعليمي الخاص بك، فإنك تحتاج إلى البدء بطرح الأسئلة التالية:

إلى أين ستذهب؟

هل هناك أماكن مناسبة أو منشآت ضمن نطاق مدرستك يمكنها احتضان تجربة الابتعاد عن البيت والتكنولوجيا؟ قد تكون بعض الجمعيات الدينية ومخيمات الشباب YMCA، والمنظمات الكشفية، وحدائق الدولة المخصصة للتخييم جهات مناسبة للاختيار منها. إنّ وجود جهة تستطيع الارتباط معها والشعور بهذا الرابط لفترة طويلة يساعد على ضمان استمرارية برنامجك.

كيف ستدير البرنامج؟

هل ستدير البرنامج بنفسك أم أنك ستدفع لجهة ما لتيسيره؟ كلا الخيارين ممتاز. بالنسبة لمدرسة هود ريفر، فإن ميزانيتها تطلبت إيجاد طريقة مناسبة لإدارة البرنامج بالاعتماد على أفرادها. إن برنامجاً للتخييم مدته ثلاثة أيام (في أوهايو، 2015) يكلف 200 دولار للطالب الواحد. استطاعت مدرسة هود ريفر تخفيض التكلفة إلى 45 دولاراً للطالب الواحد بالاعتماد على جهود المعلمين والأهالي المتطوعين.

ما الذي ستقومون به في برنامج المدرسة الخارجية التعليمي؟

لا يوجد منهاجاً مخصصاً لبرنامج المدرسة الخارجية التعليمي. وعندما اضطرنا في مدرسة هود ريفر إلى تغيير موقع التخييم قبل ثلاث سنوات من أجل تخفيض التكلفة على الطلبة، كان الموقع الجديد في منطقة مناخية مختلفة تماماً عن الموقع السابق. لذا، قمنا بتغيير معظم أنشطة الدراسة الميدانية وبرنامج وجبات الطعام. كان يجب أن نتصف بالمرونة ليتناسب البرنامج مع الموقع الجديد. من الضروري أن تتناسب أنشطتك مع طبيعة موقع التخييم. حاول أن لا تقوم بأنشطة يمكنك القيام بها في المدرسة، بل استفِد من تجربة وجودك في الهواء الطلق، وقم بإعداد أنشطة مميزة تناسب خصائص الموقع الذي تم اختياره. إن أي من الأنظمة البيئية سيكون مناسباً، سواء كانت شاطئ البحر أو الغابة، أو الصحراء، أو منحدرات الجبال، أو البراري- جميعها خيارات جيدة. عليك فقط أن تأخذ طلبتك إلى أحدها وتجعلهم يتعلمون. وقم بالتواصل مع الخبراء المحليين في المنطقة التي اخترتها، أو بعض العلماء المختصين بدراسة الإقليم الذي يقع فيه مكان التخييم واطلب مساعدتهم.

ما هي الطريقة المناسبة للبدء؟

إذا كنت تعتبر البدء ببرنامج مدته أسبوعاً كاملاً، أو ثلاثة أيام، أو حتى يومين، هو أمر صعب، فبإمكانك التخطيط لرحلة مدتها يوم كامل كنقطة إنطلاق لبرنامجك. سيكون الإجهاد أقل، والتنظيم أسهل، وستخوض التجربة بهدوء. البدء ببرنامج صغير يعني احتمالية تحقيق النجاح بشكل مبكر. فالنجاح يبني على نفسه ويؤدي إلى نتاجات أكبر. فمن الأفضل أن يستمتع المشاركون ويطالبوا بالمزيد بدلاً من أن يفتر حماسهم تجاه البرنامج في حال كان طويلاً.

من يقوم بتطبيق برامج مشابهة؟

ابحث عن أشخاص في منطقتك يقومون بتطبيق برامج مدرسة خارجية واطّلع على تجربتهم. لا بد من أنهم استطاعوا إيجاد إجابات مناسبة للأسئلة السابقة. جِدهُم وراقب ما يفعلون. وإذا لم تجد أحداً يقوم بذلك في منطقتك، ابحث عن نموذج يتم تطبيقه في الإقليم الذي تنوي التخييم فيه وادرس إن كان يناسبك. فإن لم تجد، كن ريادياً وابدأ برنامجك الخاص. ابدأ ضمن استطاعتك، وخلال عشر سنوات سيكون لديك برنامجاً رائعاً يمكنك الفخر به، وسيحاول الآخرون مضاهاته. سيشكرك طلبتك لسنوات عديدة قادمة.

ولا تتردد بمشاركة تجربتك عند تنفيذ برنامجك الأول.

https://www.edutopia.org/blog/5-benefits-of-outdoor-education-michael-becker

مدرسة هود ريفر المتوسطة، للصفوف من 6 – 8، 19/4/2016، من بروفايل مايكل بيكرز