خمس خطوات لتعليم مدمج فعّال


بالرغم من أنه لا يوجد اتفاق واضح حول تعريف التعليم المدمج، إلا أنه يمكننا تبسيط الموضوع كالتالي: التعليم المدمج هو استخدام طرق مختلفة لإيصال المعلومات للمتعلمين. مثال ذلك: اليوتيوب، صفحات الإنترنت، أنظمة إدارة التعلم، الألعاب،... إلخ. هناك العديد من الفوائد للتعليم المدمج. فالطلبة يمكنهم الوصول إلى المعلومات في أي وقت يريدونه وفي أي مكان يتواجدون فيه، ويمكنهم استيعاب المعلومات حسب السرعة التي تناسبهم، كما يمكنهم التفاعل مع المحتوى التعليمي بطرق مختلفة، عن طريق كتابة التعليقات مثلاً أو التحدث إلى أقرانهم أو التحكم ببيئة التعلم في الفراغ الافتراضي للعبة.


فما هي الخطوات التي يجب على المعلم أن يتخذها نحو تحقيق التعلم المدمج الفعال؟


جد المصادر والأدوات المناسبة لغرفتك الصفية

هناك العديد من الأدوات والمصادر التي يمكن استخدامها في التعليم. بعضها محدد لموضوع معيّن وبعضها الآخر يمكن استخدامه كمحتوى متعدد المواضيع أو أداة لتنظيم وقت المعلم والطلبة معاً. ليس من الصعب إيجاد التطبيقات التعليمية، والمواقع الالكترونية، وتطبيقات سطح المكتب على الحاسوب، حيث يمكن الدخول إلى محل التطبيقات على نظام الأبل أو الأندرويد أو الويندوز والحصول على قائمة لهذه التطبيقات. إلا أنه كيف يمكننا معرفة أيها الأفضل والأكثر فاعلية؟

عليك اختيار ما ينصح به المعلمون الآخرون. قم بالتواصل مع المعلمين على وسائل التواصل الاجتماعي واعرف أي التطبيقات يقومون باستخدامها حالياً ولماذا. يمكنك أيضاً زيارة مواقع تربوية متخصصة تقدم آراء الخبراء حول التطبيقات التعليمية وتقييمهم لها، مثل موقع www.commonsense.org. يمكنك ايضاً الانضمام إلى مجلات تكنولوجيا التعليم والقراءة عن حالات دراسية تغطي موضوع استخدام التكنولوجيا في التعليم، مثل موقع www.edtechmagazine.com وwww.edutopia.org.


بلّغ عن الفوائد

تحتاج إلى أن تبيع الفكرة إلى طلبتك. قم بتحضير عرض تقديمي قصير يوضح فوائد استخدام المصدر أو الأداة الجديدة التي تريد توظيفها مع الاستشهاد بأقوال معلمين وطلبة أخرين قاموا باستخدامها. تأكد من وصول الرسالة إلى الأهالي. وإذا كنت محظوظاً ولديك العناوين البريدية للأهالي، فيمكنك تسجيل العرض وإرساله إليهم. هكذا ستحصل على الدعم حتى قبل إطلاق المشروع والبدء باستخدام المصدر أو الأداة في غرفتك الصفية.

اعمل جاهداً على أن تستمع إلى التغذية الراجعة، فهذا يعني أنك تهتم برأيهم وأن الجميع يعمل لإنجاح المشروع. أرسل للأهالي والطلبة المزيد من الوصلات للقراءة عن الموضوع عند توافر الوقت لديهم، فهذا سيبقيهم ملتزمين بعملية اتخاذ القرار.


جرّب المشروع

حتى بعد حصولك على الدعم لمشروعك، عليك تجربته على عينة، فأنت تعرف كمعلّم أن التجربة لا يُعلى عليها. يمكنك أن تطلب من التلاميذ أن يقوموا بتحضير مشروع عن حسنات وسلبيات استخدام المصدر أو الأداة في عملية التعليم. يمكنك توزيع الطلبة في مجموعات مكونة من 5 أشخاص وتطلب من أحدهم في كل مجموعة القيام بدور المعلم. ثم اطلب منهم التأمل بالتجربة. هذا سيمكّنك من اكتشاف أية عوائق لم تخطر على بالك عند التفكير بالمشروع من ناحية نظرية، كما سيعطي الطلبة فرصة لتكوين الثقة بقدرتهم على استخدام المصدر أو الأداة.


حافظ على المشروع وثابر عليه

الآن أنت جاهز للبدء. إن الاتساق والمثابرة سر نجاح المشاريع. دورك كمعلم هو الاستمرار في استخدام المصدر أو الأداة حتى لو أظهر الطلبة محاولاتهم في عدم الرغبة بذلك. لا بد من أن هناك دوماً خطة دعم، لكن لا تستخدمها أبداً إلا في حال كنت ترغب في فشل المشروع. من السهل دوماً التراجع، لكن بالتأكيد لن يؤدي هذا إلى التطوير.


التطوير باستمرار

تذكر أن هذا ليس أول أو آخر مصدر أو أداة سترغب بإضافتها إلى غرفتك الصفية. فالتكنولوجيا في تطور مستمر، وعليك الاطلاع باستمرار على آخر المستجدات. لكن عليك الحذر من ارباك طلبتك بكثرة المصادر أو الأدوات الجديدة التي تعرضها عليهم. عليك التفكير بالتوقيت المناسب لإضافة مصدر أو أداة جديدة إلى غرفتك الصفية، فلا تخفى أهمية وقت الحصة ووقت الطلبة، وإمكانية ضياعه مع كل إضافة جديدة.