بين الأساطير والواقع في غرف صفوف التعليم الالكتروني المتزامن


بين الأساطير والواقع في غرف صفوف التعليم الالكتروني المتزامن

7/5/2015

بقلم: أندرو مارسينيك. شاركت كارلا إيفرز، معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة جرافتون الثانوية في ماساتشوستس، في كتابة هذا المقال.

كنت قبل أربع سنوات جزءاً من عملية تحوّل كبيرة في تصميم الغرف الصفية وعملية التدريس فيها. كان المسبب والبادئ لهذا التحوّل هو الآيباد. كان هذا الجهاز يقوم بغزو الغرف الصفية للمرة الأولى، ومن خبرتي، سيكون مصيره أن يتواجد بين يدي كل طالب ومعلم. خلال السنوات الأربع الماضية، لاحظت عدة نزعات وأفكار أحاطت بالآيباد، أهمها أن الآيباد هو قوة محركة بذاته لعملية التدريس في الغرفة الصفية. وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.

إن ما يقوم به الآيباد، أو أي جهاز إلكتروني يمكن استخدام شبكة الانترنت من خلاله، هو أنه يجعل بالإمكان بناء تقارب بين قوة الجهاز وديناميكية التعليم. يحتاج المعلمون إلى أن يبدأوا برؤية الأدوات كمكمّلات لعمل يقومون به أصلاً بشكل جيد. إضافة إلى ذلك، يحتاج المعلمون إلى أن يأخذوا بعين الاعتبار جميع الأجزاء المتحركة في تصميم عملية التدريس عند التخطيط لحصة في غرفة صفية تطبق التعليم الالكتروني المتزامن. وأؤكد على أن أهمية ترتيب المقاعد بأهمية الأجهزة الالكترونية نفسها. إن ما تقوم به هذه الأجهزة وتطبيقاتها حقيقة أنها تسمح للمعلمين بتحدي الطلبة بطرق جديدة، فهي تفتح طرقاً جديدة لتصميم عملية التدريس، وتعدّل دور المعلم ليكون ميسّراً لعملية التعلم.

حالفني الحظ في مدرسة جرافتون الثانوية أن أشهد هذا الأمر في كل يوم أمضيه هناك. فأنا لم أعد أر تكراراً لتصميم عملية التعلم، وأحياناً أرى جميع الأجهزة الالكترونية تستخدم معاً. فيما يلي ثلاثة أساطير حول بيئة التعلم الالكتروني المتزامن مقدمة من كارلا إيفرز معلمة اللغة الإنجليزية من مدرسة جرافتون الثانوية.

تبحث كارلا أمر هذه الأساطير من خلال تجربتها التعليمية في السنوات الثلاثة الماضية في الغرف الصفية الداعمة للتعليم الالكتروني المتزامن:

الأسطورة الأولى: سينقرض كل شيء ورقي كما انقرض الديناصور.

عندما تقرر مقاطعة ما بإطلاق مشروع للغرف الصفية للتعليم الإلكتروني المتزامن، فإن محاولات تقليل تكاليف المشروع تتضمن التقليل من الأوراق المطبوعة والكتب المدرسية. أليس من الأفضل حتى أن نصبح مدرسة خضراء بالكامل ونلغي استخدام الأوراق تماماً؟ لكن الواقع أن ميزانية هذه المقاطعات، وقوانين حقوق الملكية الفكرية من ناحية أخرى، تُلزِم المدارس بالاستمرار في استخدام الكتب المدرسية. أحياناً يتطلب التدريس الجيد كتابة مقالات باستخدام الكتابة بالحروف المتصلة، والتعليق على جوانب نسخة مطبوعة من هذه المقالات بأقلام الحبر وأقلام التخطيط، وأجل، يتضمن أيضاً تصميم لوحات الحائط التي تبيّن فهم الطلبة لما تعلّموه. إن استخدام خصائص الأجهزة الالكترونية والاستفادة منها بشكل كامل في التعلم والانتاج يبدو بالطبع أمراً منطقياً، لكننا لا يمكن أن ننكر عوامل التكلفة الحقيقية، والأهم من ذلك، فوائد التعلم باستخدام وسائل غير بصرية.

الأسطورة الثانية: يجب أن يستخدم الطلبة الأجهزة لأداء جميع أعمالهم المدرسية

لقد تعلمت الكثير من كوني معلمة لمدة ثلاثة سنوات في برنامج التعلم الالكتروني المتزامن في مدرستنا حول الكيفية التي يعمل بها الطلبة في هذه البيئة. إن النقطة الأهم هنا أن الطلبة يتعلمون بطريقة مختلفة عن مرحلة ما قبل إدخال الأجهزة الالكترونية في عملية التعليم. رغم إمكانية أداء معظم الأعمال المدرسية بشكل أكيد على الأجهزة الالكترونية، إلا أن ذلك لا يعتبر الطريقة الأفضل للتعلم لكثير من الطلبة.

مثال على ذلك، طُلِبَ من التلاميذ توثيق قوانين مدينة فيرونا في إيطاليا في زمن القصة المسرحية روميو وجوليت التي كتبها شيكسبير. كان المطلوب لهذه المهمة أن يقوم الطلبة بإعداد لوحة حائط تبيّن هذه القوانين، مع استخدام أدلّة داعمة للقوانين التي تم اختيارها من نص القصة بالإضافة إلى مقالتين مرتبطتين بالموضوع. جميع أجزاء هذا المشروع كان بالإمكان القيام بها باستخدام الأجهزة الالكترونية، إلا أن العديد من الطلبة يواجهون وقتاً صعباً في التنقل بين شاشات النصوص الالكترونية واستخلاص المعلومات المطلوبة منها. وجود نسخة مطبوعة من المقالات مع إمكانية التنقل بين سطور النص المسرحي والإطلاع على معايير الواجب المدرسي على شبكة الانترنت جعل العمل يسير بشكل أفضل للبعض. إن التعاون من أجل إنتاج لوحة الحائط المطلوبة باستخدام الألواح وتعليقها في الممرات وتلقي التقييم من الأقران عن طريق استخدام أوراق الملاحظات اللاصقة، يجعل من عملية التعلم أكثر فاعلية.

علينا كمعلمين أن نسعى دوماً إلى القيام بما هو الأفضل للطلبة مع الأخذ بعين الاعتبار أنهم مجموعة مختلفة من المتعلمين. هذا يعني أحياناً أن علينا استخدام طرقاً بديلة لإيصال المعلومات وإكمال النشاطات التعلمية من خلال استخدام مواد وأدوات قد لا تتضمن الأجهزة الالكترونية.

الأسطورة الثالثة: على المعلمين الإسراع والانضمام إلى اللعبة

تختلف درجة تقبل المعلمين لاستخدام الأجهزة الالكترونية تماماً مثل الطلبة. إن فكرة ضرورة إسراع المعلمين بالقفز إلى بركة الأجهزة الالكترونية، وبفاعلية، وبنفس المقدار من العاطفة تجاه التغييرات التكنولوجية هو أمر مؤذٍ. إن إشراك المعلمين، وبالتالي نجاح التربويين في دعم مناهجهم والتعليم باستخدام التكنولوجيا يقع على عاتق قادة المقاطعات وقدرتهم على البدء مع المعلمين من حيث هم، وليس عن طريق الترويج لرؤية مثالية لما قد يبدو عليه تطبيق التعليم الالكتروني المتزامن. يجب أن يكون هدف المقاطعة دعم كل معلم ومعلمة في مراحل النمو التكنولوجي من خلال التدريب الذي يركز على المحتوى ويتدرج حسب مستويات قدراتهم. نحن نميز بين قدرات الطلبة ونراعيها في عملية التعلم، وكذلك يجب أن يكون الحال بالنسبة لتبني المعلمين لاستخدام الأجهزة في التعليم.

أن أكبر خطأ يمكن أن تقع فيه مدرسة أو مقاطعة ما عند تبنيها لبرنامج التعلم الالكتروني المتزامن أو عند إدخال نوع جديد من التكنولوجيا إلى المدرسة هو أن تركز معظم الوقت على التعلم الاحترافي المتمحور حول برامج التطبيقات أو استخدام الجهاز. يجب أن يكون هناك توازن صحّي بين الاثنين. كما أن المستشارين التربويين في مجال التكنولوجيا يركزون على كيفية استخدام أكثر من تطبيق لإنجاز المهمات التعليمية وعلى كيفية استخدام الأجهزة أكثر من اهتمامهم بتوجيه المعلمين نحو إعادة التفكير بعملية تصميم التدريس الذي يقومون به وتطويره. من الأفضل للمعلمين القيام بتخطيط وتصميم الدروس التي سيقومون بتدريسها عند نقطة التقاطع بين التدريس والتكنولوجيا. وأحياناً لن نحتاج إلى التخطيط لاستخدام التكنولوجيا... سيحدث ذلك في كثير من الأحيان تلقائياً. المهم أن نقوم، بالرغم من تداخل التكنولوجيا في عملية التعليم بشكل معقد، بتحدي الطلبة وإثارة تعلّمهم من خلال جعل وجود الأجهزة أمراً هامّاً وضرورياً لعملية حل المشكلات وتطوير الحلول.

https://www.edutopia.org/blog/myth-vs-reality-one-to-one-andrew-marcinek-karla-evers