الموازنة بين مراجعة المواد قبل الاختبارات وتعلُّم أشياء جديدة


بسبب الوقت الطويل الذي يتم تخصيصه لمراجعة المواد الدراسية قبل فترة الاختبارات، فإننا نقدّم هنا خمسة طرق لتحسين جودة التعليم والتقييم في غرفتك الصفية.

بقلم: هيثر وُلبيرت-غاورون، 12/1/2017

أحد الأمور التي اكتشفتها خلال بحثي عن كتاب جديد يركز على تفاعل الطلبة في الغرفة الصفية هي أن الطلبة يرغبون حقاً ب "تعلُّم أشياء جديدة"! من بين كل الاستجابات التي تم تسجيلها في الدراسات المختلفة، كانت هذه أكثرها غرابة. أعني يبدو من الواضح أن تعلُّم أشياء جديدة هو أكثر إثارة من الاستماع إلى نفس الشيء مرة تلو الأخرى، سنة بعد سنة. ولم ألحظ كم من الوقت يتم قضاؤه خلال السنة الدراسية في عدم تعلُّم أمور جديدة إلا بعد أن تعمّقت في البحث عن موضوع تفاعل الطلبة في الصف. أحد الأسباب الرئيسية التي من أجلها يتم تخصيص وقت طويل في مراجعة المواد الدراسية هو الاختبارات. فهناك اختبارات وطنية، وعلى مستوى الولاية، والمقاطعة، والصف. والمراجعة من أجل تقديم هذه الاختبارات يعني أن وقتاً طويلاً يتم صرفه على دراسة المواد القديمة التي تم تعلُّمها سابقاً. كل هذه الاختبارات تعني أن وقتاً أقل يتم تخصيصه لبحث مواضيع جديدة وتعلُّمها، وأن وقتاً أطول ينقضي في التكرار.

تكرار التدريب من أجل الاتقان (Drill and Kill)... هذا ليس نموذجاً للتعليم

قال الرئيس أوباما في تسجيل فيديو تم نشره على صفحة الفيسبوك الخاصة بالبيت الأبيض: "يمكن، بطريقة معتدلة، استخدام اختبارات استراتيجية تم إعدادها بذكاء لمساعدتنا في قياس تقدم أطفالنا في المدارس، وبالتالي مساعدتهم على التعلم... لكنني أسمع أيضاً من الأهالي عن قلقهم، ولديهم الحق في ذلك، تجاه الكمية الكبيرة من الاختبارات، وأسمع من المعلمين الذين يشعرون بضغط كبير للتدريس بهدف تقديم الاختبارات، أن ذلك يسلب متعة التعليم والتعلم، منهم ومن الطلبة أيضاً".

تلا نشر هذا الفيديو على صفحة الفيسبوك توصية حكومة أوباما بأن لا يزيد الوقت الذي يقضيه الطالب في تأدية الاختبارات عن 2.5 بالمئة من وقت التدريس في الغرف الصفية. وعلى الرغم من النوايا الحسنة لتوصية الرئيس، فإن فائدة الاختبارات لا تزال مشكوك فيها، خاصة وأن الطلبة الذين يرسبون في الاختبارات يتم إرسالهم لحضور حصص تدريب من أجل الاتقان، حيث يعلق هؤلاء الطلبة في حصص يتم تكرار المواد فيها مرات ومرات على افتراض أن التكرار سوف يقوم بمعجزة اكتساب المعرفة الأساسية. لسوء الحظ، فإن هذه الحصص العلاجية تقيّد قدرة الطلبة على التفكير الناقد – وهي مهارة ليس لها علاقة بما يتم التدرب عليه في هذه الحصص.

من المهم ملاحظة أننا لا نستطيع وضع اللوم على الحكومة لإصدارها مثل هذه التوصيات. فالملامة بسبب كثرة الاختبارات والوقت الذي يتم تخصيصه للاستعداد من أجل تقديمها تقع حقيقة على عاتق جميع التربويين. يجب أن نعترف جميعاً أننا مسؤولون عن هذا الوضع، وأنه باستطاعتنا تغييره.


إذن، كم من الوقت يمكن تخصيصه للاختبارات؟

الحديث هنا عن التوصية بأن لا يزيد الوقت الذي يقضيه الطالب في أداء الاختبارات عن 2.5 بالمئة من السنة الدراسية: هل نضحي في الحقيقة بأكثر من هذا الوقت؟ دعونا نقوم بتحليل تقريبي للوقت المنقضي في أداء الاختبارات خلال السنة الدراسية:

أسبوع في السنة الدراسية لأداء الاختبارات الرسمية الوطنية و/أو على مستوى الولاية.

أسبوع كل فصل (ثلاث فصول في السنة الدراسية حسب نظام الأرباع) لأداء اختبارات المقاطعة

أسبوع كل فصل للاستعداد لأداء اختبارات المقاطعة

اختبار قصير أسبوعي على مستوى الصف

اختبار كل أسبوعين على مستوى الصف

في الواقع، بمجرد تحديد موعد الاستعداد لأداء اختبارت المقاطعة، فإن عدد الدقائق التي تخصص للتدريس ينخفض بشكل كبير. ورد في تقرير سياتل تايمز في 2014، أن أكثر من 18 بالمئة من الوقت في صفوف المدارس الأمريكية يخصص للاستعداد لأداء الاختبارات. كما وجد مركز التطوير الأمريكي أن 52 بالمئة من الاختبارات التي يؤديها الطلبة في إحدى مقاطعات فلوريدا هي اختبارات إجبارية على مستوى المقاطعة، بينما أقل من نصف هذه الاختبارات فقط هو متطلب على مستوى الولاية. هذا يعني أن زيادة الاختبارات ليست مشكلة على مستوى وطني أو على مستوى الولاية، بل هي مشكلة محلية أيضاً.

عند جمع الوقت المخصص للاستعداد لهذه الاختبارت والوقت اللازم لأدائها، فإننا نتكلم عن أكثرمن 20 بالمئة من وقت تدريس الطلبة يُصرف على مراجعة المواد السابقة. هذا الرقم لا يتضمن الوقت الذي يخصص عادة لمراجعة مهارات ومواد السنة السابقة للبناء عليها. هذا قد يتضمن أن يتم تخصيص فصلاً دراسياً كاملا (ربعياً أو نصفياً حسب نظام المدرسة) للمراجعة قبل إعطاء مادة جديدة.

أبقي الأمر جديداً ومثيراً للاهتمام

ما الذي يمكننا القيام به لمحاربة هذه المشكلة مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجة إلى تكرار المواد ومراجعتها؟ من الجيد أن نعرف أننا نستطيع عمل الكثير فيما يخص كل من جودة التدريس والتقييم بحيث يكون هناك شعور بالتجديد والإثارة. فيما يلي خمسة أمور يمكن للمعلمين القيام بها:


اطلب من طلبتك أن يقوموا بإحضار مصادر خارجية لها علاقة بالمادة. دعونا نواجه الأمر: هناك 30 إلى 40 عقل مختلف في غرفتك الصفية يمكن أن ينظروا لهذه المواد على أنها جديدة. علّم طلبتك أن يكونوا معلمين. حمّلهم مسؤولية إيصال المفاهيم إلى بعضهم البعض. في الحقيقة، سيتمكن الطلبة من إيجاد طرق مختلفة عديدة لإيصال المعلومة أكثر مما قد يخطر على بالك. دع الطلبة يحضرون أمثلة من العالم خارج محيط المدرسة والتي تتوافق مع المفاهيم التي تقوم بتدريسها أو مراجعتها. أدعُ عقولاً جديدة للمشاركة.


أحضر خبيراً إلى غرفة الصف. هذا الاقتراح أساسي في التعلم القائم على المشاريع، والمهم أنه يتوافق مع فكرة إحضار صوت جديد إلى الغرفة الصفية. عند إحضار الخبراء إلى الصف لإضافة وجهة نظرهم إلى تعلّم الطلبة، فإن ذلك يعني دوماً وجود أمر جديد يمكن للطلبة أن يفكروا به.


تشاور مع معلمي الصفوف الأدنى عن مراحل عملية التعليم والتعلم والمواد التي تم تغطيتها. من المفيد دوماً أن يكون هناك ارتباط عمودي مع المراحل التدريسية الأقل من المستوى الذي تقوم بتدريسه. لا تنتظر أن تقوم المقاطعة بترتيب اجتماعات رسمية لذلك. تكلم مع الناس بنفسك.


كم مرة قام معلم ما بالتطرق إلى معيار معيّن؟

هل قام هذا المعلم بتدريس السيرة الذاتية لمؤلف معين؟

هل قام الطلبة بالمشاركة في أداء تجربة معينة؟

بوجود الرأي الداعم للتعمق في المعلومات مع كل تكرار لها، هل قام طلبتك بتحليل كرات الشعر التي يتقيّأها البوم خلال السنتين الماضيتين؟

هل قرأ طلبتك القصة القصيرة التي بعنوان "المعطف The Jacket" في حصص فنون اللغة؟


إذا لم تكن تخطط للتعمُّق في طرح المعلومات، أو عرض المعلومات بطريقة جديدة، أو المجيء بوجهة نظر جديدة عند مناقشة درس معين، فيجب أن تحذر أن جهودك ستبدو تكراراً بالنسبة للعديد من طلبتك.


تابع حسابات الناس، سجّل في خدمات التلقيم (feeds)، وقم بالإشراف على محتوى صفحة ما. حاول باستمرار البحث عن كل ما هو جديد فيما يتعلق بالتطوير والتعلم في مسارك المهني. كلما زاد اطّلاعك على الأفكار السائدة الحالية، وأحدث الاكتشافات، وأحدث المصادر، ستستطيع تجديد المحتوى في حصصك الصفية. من تويتر إلى الفيسبوك، ومن حصص الآي تيون إلى تلقيمات الثقافة الشعبية السائدة، اجعل هدفك دوماً تنمية معرفتك بالمحتوى الذي تقوم بتدريسه.


كن متابعاً للأمور البيداغوجية. لا يكفي أن تعرف أحدث المصادر المتعلقة بالمحتوى الذي تقوم بتدريسه، بل عليك متابعة المصادر التي تعلمك أحدث التوجهات في مجال البيداغوجيا. فهذا سيساعدك على تعلم طرق جديدة لإيصال المحتوى إلى طلبتك. لا تتردد في تجربة طرق إبداعية في عرض المحتوى وابتكار طرق جديدة يمكن للطلبة أن يعرضوا من خلالها ما تعلموه. هذا لا يعني أنك لا تستطيع استخدام الطرق التقليدية والمجربة، لكن تذكر أن المعلمين الآخرين يستخدمونها أيضاً كل عام.


إن تكرار ما تم القيام به في السابق، والكيفية التي قمنا بها، ومن ثم تكرار ذلك مرة أخرى يبعدنا عن تحقيق التفاعل في عملية التعليم والتعلم.


كيف تقوم أنت بالتجديد في غرفتك الصفية؟


https://www.edutopia.org/blog/review-overload-keep-content-fresh-heather-wolpert-gawron