الذكاء الصناعي وتكنولوجيا التعليم

سيكون دور شبكة المعلومات في المستقبل أن تقوم مقام مساعدك الشخصي. سيكون ذلك ممكناً من خلال استخدام الحاسوب الشخصي أو الهاتف الذكي أو أي تكنولوجيا أخرى يمكن ارتداؤها. تم تقديم الذكاء الاصطناعي أول مرة من قبل جون ماكارثي، "أبو الذكاء الاصطناعي" (راجارامان، 2014). ويتأثر التعليم حالياً بالذكاء الاصطناعي. لم يعد الطلبة يستخدمون لوحة المفاتيح أو الفأرة، بل أصبحوا يستخدمون أصواتهم. لقد قدمت جوجل تطبيق جوجل فويس للبحث، كما قدمت أبل تطبيق سيري ومايكروسوفت قدمت تطبيق كورتانا. ويجد الطلبة استخدام مثل هذه التطبيقات أسرع وأكثر فاعلية لإيجاد المعلومات (برنسل وهورسجي 2013).

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم تعليم مفصّل للطلبة حسب نمط التعلم الخاص بكل منهم وحسب البيئة التعليمية المتوافرة لهم (كاي،2012). ويمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تركيب مواد تعليمية لعدد من المواضيع تبعاً لحاجات المتعلم ونمط تعلمه (جاريدو، 2013؛ وأوناينديا، 2011). وعن طريق الذكاء الاصطناعي سيكون بالإمكان تصنيف وترشيح البيانات الضخمة بطريقة أكثر مناسبة للمستخدم، تمكنه من فهمها واستخدامها بطريقة أسهل (وولف وزملاؤه، 2013).

سيكون الذكاء الاصطناعي هو العامل المحرك لزيادة استخدام التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها، والتي يمكن أن تؤدي إلى موت بعض التطبيقات كما نعرفها الآن. سيتم ربط التطبيقات مع الذكاء الاصطناعي وسيتم التحكم بها بشكل كامل عن طريقه مما سيؤدي إلى الاستغناء عن الحاجة إلى دخول واجهة المستخدم. سيتم استبدال واجهات المستخدم بالذكاء الاصطناعي في التطبيقات، وسيحتاج مطورو البرامج إلى التركيز على بناء برامج (نهاية العملية) التي ترتبط بواجهة المستخدم للذكاء الاصطناعي.

ستصبح وضعية السمعي – بصري هي الأداة التي سيستخدمها الذكاء الاصطناعي لإيصال المعرفة إلينا، أو حتى للوصول إلى الاستنتاجات وتقديم التوصيات. طبعاً سيتضمن ذلك مخاطرة أن تتحكم منظمات كبرى مثل جوجل، ومايكروسوفت، وأبل بنوعية المعلومات التي تصل إلينا والكيفية التي يتم إيصالها بها. إلا أن هذا هو الواقع حالياً بالنسبة لوسائل الإعلام كالتلفاز والإنترنت. فمعظم الأحيان يتم تغذيتنا بمعلومات غير حيادية أو خاطئة.

أحد التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي هو توليده لكمية كبيرة من الرموز خلال عملية التعلم وبالتالي استهلاكه لمساحة تخزين كبيرة. هناك تركيز أكبر اليوم على إيجاد ذكاء اصطناعي يستهلك رموزاً أقل خلال عملية التعلم من أجل أن تصبح عملية تعلم الحاسوب أكثر فاعلية (كوبولا، 1998). إلا أنه إذا كان بالإمكان استبدال واجهات المستخدم بالذكاء الاصطناعي، فإن ذلك سيؤدي إلى توفير مساحة كافية من شبكة الإنترنت، وبالتالي التعويض عن المساحة التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي عند توليد الرموز.