التواصل الاجتماعي في الغرفة الصفية


خلال الأعوام الطويلة التي قضيتها في العمل مع معلمين مؤيدين لاستخدام التكنولوجيا في التعليم، تعلمت الكثير عن أفضل الطرق لتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في الغرفة الصفية. يختلف استخدام المعلمين لوسائل التواصل الاجتماعي باختلاف مستوى ارتياح المعلم لمشاركته المعلومات والتفاصيل الشخصية مع طلبته. كما يعتمد على عمر الطلبة وثقافة المدرسة.

يفهم المعلمون أهمية التواصل مع طلبتهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. فهذا هو المكان الذي يقضي فيه الطلبة معظم وقتهم. كل واحدة من منصات التواصل الاجتماعي لها حسناتها وسلبياتها بالنسبة للمعلمين. فيما يلي أهم المنصات التي يستخدمها المعلمون، وبعض الأفكار لكيفية استخدامها بالشكل المناسب:

الفيسبوك:

يعتبر الفيسبوك أشهر منصة تستخدم للتواصل الاجتماعي، ويستخدم المعلمون خاصية صفحات الفيسبوك لإنشاء مجتمعات على الانترنت للطلبة. ينصح المعلمون طلبتهم بإنشاء صفحاتهم الخاصة على الفيسبوك ودعوة المعلمين إليها. بهذه الطريقة لن تكون السلطة للمعلم وستقل مقاومة الطلبة للانضمام إلى صفحة المعلم. كما تعزز هذه الطريقة التعلم عن طريق الأقران. يستمتع المعلمون بكونهم أعضاء في صفحات طلبتهم لأن ذلك يمكنهم من البقاء على تواصل معهم حتى بعد تخرجهم.

انستغرام:

الانستغرام منصة تواصل اجتماعي ذات حساسية عالية، وذلك بسبب أنها تعتمد أساساً على الصور، والتي يمكن استخدامها فيما بعد للتنمّر والمضايقة إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح. إلا أن المعلمون يفهمون أن مثل هذه الامور قد تحدث سواء تم استخدام الانستغرام في عملية التعليم أو لم يتم ذلك. الحل لمواجهة التنمّر هو التوعية في الغرفة الصفية وفي المنزل حول هذا الأمر. يستخدم المعلمون الانستغرام لتسجيل لحظات مرتبطة بنشاطات الغرفة الصفية؛ مثل يوم المشاريع، الرحلات المدرسية، الطالب المميز لهذا الأسبوع، يوم ميلاد الطلبة، وغيرها.

واتس أب:

يستخدم المعلمون مجموعات الواتس أب للتواصل مع الطلبة وأهاليهم. لكنه أمر يتطلب الدقة والحذر. يجب على المعلمين توضيح أن هذه المجموعات هي للأغراض التعليمية فقط ولن يتم السماح بإرسال الأمور غير المرغوبة. ويضطر المعلمون أحياناً إلى إقصاء بعض الأشخاص الذين يسيئون استخدام الواتس أب على المجموعة. كما قد يصبح الواتس أب مزعجاً عندما تكون ردود الطلبة على المجموعة غير مرتبطة بالموضوع التعليمي الذي يتم مناقشته.

تويتر:

يحب المعلمون استخدام التويتر لأنه يمكّنهم من طرح مواضيع للمناقشة مع طلبتهم في وقت محدد عن موضوع محدد يتم الإشارة إليه بالهاشتاغ الذي يتفقون عليه. يستمتع المعلمون برؤية مدى براعة الطلبة وإبداعهم في استخدامم مساحة الطباعة الضيقة المتوافرة على التويتر للتعبير عن أفكارهم وإيصالها للآخرين. كما يمكن للمعلمين المشاركة في مناقشات فيما بينهم باستخدام هاشتاغ معيّن.

يوتيوب:

اليوتيوب هو المكان الأفضل لإظهار الإبداع. يمكن للمهمات التعليمية المطلوبة من الطلبة أن تتضمن إعداد فيديو يتم رفعه على منصة اليوتيوب. ثم يتم مناقشة هذه الفيديوهات. كما يمكن استخدام اليوتيوب لتطبيق التعليم المعكوس في الغرفة الصفية، حيث يطلب المعلم من الطلبة مشاهدة درس معين في المنزل، ثم يتم مناقشة ومتابعة ما تم تعلمه في المنزل من خلال أنشطة مختلفة يتم تنفيذها في الغرفة الصفية.


وهناك العديد من تطبيقات التواصل الاجتماعي المفيدة الأخرى، مثل السناب تشات، فليكر، سكايب، سلايد شير، جوجل دوك، ريديت، ديليشيس، وغيرها. أعتقد أنه من مسؤوليتنا أن نجعل منصات التواصل الاجتماعي أماكن غنية بالمعلومات والفائدة لأطفالنا. نحتاج إلى دعم كل المعلمين الذين يحاولون إحداث التغيير على منصات التواصل الاجتماعي وسد الفجوة بين الطلبة ومعلميهم.