التقييم: لا يمكننا التحسُّن حسب المقياس المطلوب في الأمور التي لا يمكننا قياسها


يجب على التقييم أن يرتبط بأهداف المدرسة أو الإقليم بشكل مباشر – لكن الوضع مختلف بالنسبة لنظام الاختبارات الحالي.

موريس إلياس، 18/ 10/ 2016

إن عنوان هذه المقالة مستعار من فصل في كتاب تعلُّم كيفية التحسُّن: كيف يمكن أن تصبح مدارس أمريكا أفضل Learning to Improve: How America’s Schools Can Get Better. كيف يرتبط هذا بتطوير الشخصية والجوانب العاطفية لدى الطلبة؟ إن هذا مرتبط بقضية إن كان على المدارس أن تنفّذ اختبارات معيارية تقيس الذكاء العاطفي وتُقَيِّم الشخصية. هل عليهم القيام بذلك؟ وإرفاق نتائج اختبارات الذكاء العاطفي والشخصية مع نتائج اختبارات الذكاء في الملف المدرسي للطالب؟


تقييم نظام التقييم للمدارس

قام مؤلفو الكتاب بالتفريق بشكل واضح بين التقييم من أجل البحث والقياس (وهو التقييم الذي يتم تصميمه خصيصاً لتوفير المعلومات اللازمة للباحثين وواضعي السياسات المتعلقة بالأسئلة النظرية والاتجاهات العامة، عادة من خلال استخدام إجراءات ذات معايير محددة) والتقييم من أجل التحسين (وهو التقييم الذي يتم تصميمه لتوفير تغذية راجعة مفصلة عن برامج محددة يمكن لمنفِّذيها الإفادة منها، وذلك باستخدام إجراءات يتم تفصيلها خصيصا لهذا الغرض). وهم يؤكدون أن حركة استخدام الاختبارات عالية المخاطر (كاختبارات الثانوية العامة) في الحقيقة مؤذية لأنها تدعم التقييم من أجل البحث والقياس وليس من أجل التحسين.


كما قام المؤلفون بالإشارة إلى أن عملية وضع مقاييس معيارية عادلة، تأخذ بعين الاعتبار النواحي التطورية والثقافية للأفراد، وتكون قابلة للقياس كانت مهمة مربكة ومحيِّرة. إن الاختبارات المستخدمة حالياً في معظم الولايات لا تُوَفِّر علامات نجاح لبناء الاختبارات المتعلقة بالشخصية والنواحي العاطفية والاجتماعية.

وفي بعض الحالات، كان أثر هذه الاختبارات مؤذياً لكل من الطلبة والمعلمين بدلاً من أن يكون إيجابياً من خلال تقديم قياسات تقييم خاطئة تحت غطاء أنها تغذية راجعة من أجل التحسين والتطوير. لذا فإننا يجب أن نشُكّ في فاعلية السير في هذا الطريق إن كنّا نريد تطوير الشخصية والذكاء العاطفي والاجتماعي لدى الطلبة.

طريقة أفضل للتقييم

يقترح مؤلفو الكتاب أن يقوم خبراء في المدرسة أو في منطقة ما بالاجتماع وتحديد المهارات والأخلاق التي يعتقدون أنها مهمة بالنسبة إليهم، والمؤشرات التي ترتبط بالممارسات اليومية الهامة بالنسبة لهم. سوف ينتج عن هذه العملية مقاييس مفصّلة حسب الحاجة، مشتركة بين طلبة المدرسة الواحدة أو المنطقة الواحدة ومناسبة بهم، والتي يمكنها أن توجِّه الطالب نحو طريق التحسن والتطوير.

تم دعم هذه النقطة في قسم التعقيبات في مجلة أسبوع التربية Education Week حيث تم التأكيد على أن ملاحظة المعلم والتأمل بكفايات الطالب الاجتماعية هي وسيلة أقوى وأدقّ وأكثر مناسبة من أي اختبار تقييم ذاتي تم بناؤه للطلبة لحد الآن (8/6/2016).

كما أن الخبراء حين يشكّلون مجتمعات تطوير متشابكة، فإنهم يستطيعون التشارك بأفضل الممارسات التي لها علاقة بحاجة طلبتهم ومساعدة بعضهم البعض لتحسين التقييم الذي يقومون به للطلبة في وقت أقل مما لو كانوا يقومون بذلك بانعزال نسبي.

ليستطيع عدد أكبر من المدارس تحقيق مثل هذا التعاون، فإن على الأقاليم المختلفة الاستثمار بشكل أكبر في التنمية المهنية للأشخاص القائمين على عمليات التقييم وبشكل أقل في الأدوات المستخدمة في مجال الاختبارات. فلا يوجد مبرر للامتحانات عالية المخاطر السنوية (كامتحانات الثانوية العامة) إذا لم تكن تتضمن آليات لتحسين وتطوير الطلبة.


هدف التقييم؟ توجيه عملية التحسين والتطوير

عندما يكون التقييم مرتبطاً بشكل مباشر بالمهارات الجوهرية التي تريد المدرسة أو المنطقة تعزيزها بين الطلبة فإن دورة إيجابية داعمة ستتكون ما بين التقييم والفعل لا يمكن تكوينها في نظام الاختبارات المعيارية الحالية.

إن عادات العمل لدى الطلبة، والسلوك الاجتماعي والعاطفي، والاتجاهات نحو التعلم، وخصائص الشخصية جميعها مرتبط بنتاجات الطلبة الأكاديمية ويمكن التدخل بها وتحسينها.

حالياً يحتاج تقييمنا لهذه الجوانب إلى التحسين إذا كنا نريد تطوير مهارات طلبتنا.

وعندما خاطبت آن براون الجمعية الأمريكية للأبحاث التربوية قبل عقدين من الزمن، نادت بإجراءات تقييم تتصف بالأصالة ، والشفافية، وتتناسب مع المنهاج.

إذا كنا نريد تحسين عملية تطوير الشخصية والذكاء العاطفي والاجتماعي لدى الطلبة، فإن المراقبة والتقدير التي يقوم بها المعلمون يجب أن تكون متوافقة مع أهداف تطوير الشخصية والذكاء العاطفي، وأيضاً مع المنهاج. وبتحقيق ذلك على المستوى الإقليمي، فإنه سيكون بالإمكان تطبيق هذا الأمر على المستوى الوطني، وحتى على مستوى العالمي.


https://www.edutopia.org/article/assessments-we-cannot-improve-scale-what-we-cannot-measure-maurice-elias