التعليم المعكوس


التعليم المعكوس: كيف تُفصّل غرفة صفية حسب حاجة الطلبة؟

بقلم: جو هيرسك، 21/10/2014

:في بيئة تعلّمية سريعة التغيُّر، يتجمع التربويون من كافة الأطياف حول معتقدَين ثابتين

يكون أداء الطلبة أفضل في الظروف التي توافق نمط التعلم المفضّل لديهم

لا يوجد متنبئ للنجاح أفضل من معلم رائع

وضَع التعليم الفعال منذ وقت طويل اهتمامات الطالب الفريدة في المقدمة، معطياً بذلك الفرصة للمعلمين أن يحققوا احتياجات عدد أكبر من الطلبة بشكل أكبر. وقد وجد مؤيدو التدريس المُمايز شريكاً حقيقياً في شكل التعليم المعكوس، وهو أسلوب تدريس ينتقل فيه التعليم من دائرة التعلُّم الجماعي إلى دائرة التعلُّم الفردي.

لندعوه التعليم "المعكومايز" (معكوس + مُمايز)

كيف يحدث ذلك

من بين العديد من الخصائص التي يُعرف بها التعليم المُمايز، يعتمد هذا النوع من التعليم على المجموعات المرنة، المحتوى المدعّم، التدريس المتنوع واختيار الطلبة. إنه يتحدّى المعلمين ليكونوا أكثر استجابة لجاهزية الطلبة، أنماط التعلم، والمعرفة السابقة. يشبه التعليم المُمايز فرقة الأوركسترا، حيث يقوم طلبة مختلفون بعزف مقطوعات مختلفة بأوقات مختلفة، بينما يقوم معلمهم بمواكبة تعلمهم جميعاً في نفس الوقت.

إن أصعب ما في التعليم المُمايز هو بالطبع مزامنة التعلم لدى كل أفراد الصف، والذي لا يتعلم فيه كل الطلبة بنفس السرعة أو لا يقومون بأداء نفس الشيء في نفس الوقت. هنا يأتي دور التعليم المعكوس بتقديمه المساعدة في هذا الوضع الصعب، وذلك عن طريق نقل بعض من أهداف التعليم التمهيدية إلى خارج الغرفة الصفية- بشكل كبير(لكن ليس حصرياً) من خلال فيديوهات إرشادية متدرجة يشاهدها الطالب بما يتناسب مع التقدم الذاتي له- يقوم المعلمون بعدها بتحريك طلبتهم ضمن نشاطات تعليمية "بالحجم المناسب" لكل منهم فور وصولهم إلى الغرفة الصفية. هذه النشاطات الصفية المباشرة (والتي يتم أداؤها في مجموعات صغيرة أو على شكل أزواج أو من خلال التوجيه المباشر) تستند إلى وتبني على المحتوى الذي تم دراسته في دائرة التعلم الفردي (ربما الليلة السابقة في المنزل). في الواقع، يقوم الطلبة باستكشاف التعلم الذي سيقومون به بطريقة فردية موجّهة ذاتياً، ثم يقومون بعد ذلك بالتحرك ضمن خريطة من الطرق المتشابكة، مع زملائهم، لاكتشاف وجهتهم النهائية.

نقطة البداية

يتطلب التعليم المعكومايز (المعكوس-المُمايز) الفعال تخطيطاً مقصوداً ودقيقاً من جانب المعلمين. إن إعداد أو تنظيم محتوى فيديو ديناميكي هو أبرز خطوة لكن أيضاً أقلها أهمية في عملية التخطيط. حيث يستطيع المعلمون إيجاد بيئات تعلُّمية ونتاجات قوية من خلال مراعاة خطوات العمل الأساسية التالية:

إبدأ وأنت تفكر في النهاية

هذه هي وجهة النظر التي يجب أن يتبناها المعلمون عند التخطيط للتعليم (المعكوس-المُمايز)، والتي أيدها كل من جرانت ويجنز وجاي ماك تيج في الفهم بالتصميم Understanding by Design، حيث يعتبران هذه النظرة نموذجاً للتصميم عكسياً. وفي مسار الفهم بالتصميم، قد تتضمن قائمة الأعمال:

وضع الأسئلة الأساسية للوحدة

تحديد الأفهام الثابتة التي سيصل إليها الطلبة في النهاية

تجزئة الأهداف التعلُّمية إلى مجال التعليم على الانترنت أو مجال التعليم المباشر

التخطيط لتقييم عالي الجودة يقيس التعلم حسب سلسلة متصلة من المعارف والمهارات.

توقُّع احتياجات متعلمين ذوي قدرات متفاوتة.

بناء وتطوير نشاطات غنية مرتبطة بمحتوى متخصص حول هذه الاحتياجات.

تخطيط وسائل هادفة للطلبة تساعدهم على إظهار وعرض ما تم فهمه.


إعرف كم تحقق من النقاط

جد منصة تسمح للطلبة بالاستجابة للأسئلة بشكل مباشر خلال مشاهدتهم للفيديوهات التعليمية. (إديوكانون وأوفيس ميكس من مايكروسوفت يسمحان أيضاً للمعلمين بالدخول إلى تقارير تسجيل النقاط – مجاناً). تتبع البيانات يمكنه التأكيد إن كان الطالب قد أتم المشاهدة قبل القدوم إلى الصف وهذا يساعد المعلمين على إشراك كل طالب في مجموعة النشاط المناسبة له (بناء على الاستعداد الذي قام به) عند استئناف عملية التدريس.


أعد تشكيل دورك

في الغرفة الصفية التي تعتمد التعليم المعكوس – المُمايز، يصبح دور المعلم أكثر أهمية – لكن أقل وضوحاً. فبعد تقديم الأساسيات قبل الحصة الصفية، يمكن للمعلمين أن يكرسوا مهاراتهم وخبراتهم لتحقيق مساعٍ أكثر نُبلاً، مثل تيسير النقاش بين أفراد المجموعات الصغيرة، وتقديم الدعم المباشر لطالب حائر، أو معالجة نشاط مع فريق يعمل على أهداف متخصصة وبأداء عالي الجودة. كل ذلك يمكن أن يتم بينما يكون باقي الطلبة في الصف مشغولون بالعمل على بدائل مُتمايزة متمركزة حول قدرات واحتياجات الطالب، والتي يمكن للمعلم إعدادها بشكل مسبق. هذا يضع احتياجات المتعلم أمام وفي مركز الاهتمام، مع التركيز بشكل أكبر على ملاحظة وتحليل والتحقيق في تعلُّم الطالب. في الغرفة الصفية التي تعتمد التعليم المعكوس – المُمايز، كلما ابتعد المعلم عن المركز، استطاع الطالب الاقتراب من هذا المركز.


النتاجات والفوائد

إن العائد من اعتماد التعليم المعكوس – المُمايز ذو أهمية كبيرة. فالمعلمون سيستردون جزءاً من وقت التدريس لاستخدامه في تعميق التعلُّم. وستزداد احتمالية تفاعل الطلبة بسبب تعاملهم بشكل أكبر مع معلومات تم تفصيلها بناء على احتياجاتهم وقدراتهم. وستظهر ثقافة تعاونية أكثر غنىً بين الطلبة الذين سيتعلمون كيفية العمل معاً. إذا كان التمايز هو المحرك، فإن التعليم المعاكس هو الزيت الذي يساعد أجزاءه على التحرك بسلاسة. وباعتمادهما معاً بشكل متزامن، سيزوّدان تجربة التعلم بالطاقة التي ستساعد الطلبة على التحرك بشكل أسرع، ولمسافة أبعد من ذي قبل.

https://www.edutopia.org/blog/fliperentiated-instruction-create-customizable-classroom-joe-hirsch