التعليم المدمج: كيف تجعله ينجح في غرفتك الصفية

أدى دمج المحتوى الرقمي بالتعليم المباشر وجهاً لوجه في مدرسة ب ك يونج للبحث التطويري إلى زيادة رائعة في تحصيل الطلبة.

مدرسة ب ك يونج للبحث التطويري، جاينزفيل، فلوريدا، للصفوف من الروضة وحتى 12، 11/9/2014

لمحة عامة:

توجُّه عام على مستوى المدرسة

يعتبر التعلم المدمج جزءاً أساسياً من مدرسة ب ك يونج للبحث التطويري. حيث قامت المدرسة منذ عام 2010 بتبنّي مسار دمج المحتوى الرقمي وجعله جزءاً من إطار التدريس على المستوى العام للمدرسة. وبدافع من التغييرات التي تتم على مستوى التعليم العالي وبسبب الحاجة إلى إعداد الطلبة لعالم العمل في القرن الواحد والعشرين، فإن التعليم المدمج يقدم طرقاً متنوعة للمدرسة تستطيع من خلالها الاهتمام بحاجات الطلبة وتلبيتها، والقيام بالتمايز المطلوب في التدريس حسب حاجة الطلبة وقدراتهم، وتزويد المعلمين بالبيانات التي تساعدهم على اتخاذ القرارات التعليمية.

ترى مدرسة ب ك يونج للبحث التطويري أن التعليم المدمج يعمل على الجمع بين المحتوى والنشاطات الرقمية ومحتوى ونشاطات التدريس المباشر وجهاً لوجه. وهو يبدو مختلفاً جداً في كل غرفة صفية من غرف المدرسة. فإذا كان لدى المعلم نشاطاً مباشراً يحقق الأهداف التعليمية فلا داعي لاستبداله بالمحتوى أو النشاط الرقمي، أما إذا كان هناك شيئاً رقمياً أكثر فاعلية وتأثيراً فيتم استخدامه وتطبيقه.

كان الإداريون في مدرسة ب ك يونج يعرفون أن هذا الأمر سيشكّل تحدّياً لمعلميهم، خاصة وأن العديد منهم يكره تعلم التكنولوجيا الجديدة، أو ليس لديه الوقت للتفكير في كيفية دمجها في حصصهم الصفية. يحتاج التعليم المدمج إلى كل من الوقت والإرادة لتعلم أشياء جديدة. لكن الفوائد الناتجة عن العمل في هذا المجال تفوق التحديات. الآن، وبعد أربع سنوات، هناك 20 غرفة صفية تقريباً قامت بتبنّي نموذج التعليم المدمج.

إن البدء باستخدام التكنولوجيا أو المناهج الانتقالية يمكن أن يكون أمراً مرعباً لبعض المعلمين. وقد اقترح العديد من معلمي مدرسة ب ك يونج أن يجد كل منهم معلماً آخراً يرافقهم خلال عملية الانتقال إلى تطبيق التعليم المدمج، لكي يساند بعضهم بعضاً.

كيف يمكن عمل ذلك

التخطيط لمنهاج مدمج

قامت مدرسة ب ك يونج بمشاركة جامعة فلوريدا بتصميم برنامج تدريبي صيفي يوفر للمعلمين الوقت والموارد للتفكير بالتعليم المدمج. سنحت الفرصة للمعلمين الملتحقين في البرنامج التدريبي بالبحث في ماهيّة التعليم المدمج وكيفية إعادة بناء المقرر التعليمي الذي يدرّسونه. كما أنهم حصلوا على الدعم من طلبة جامعة فلوريدا الذين ساعدوهم في إيجاد وبناء المحتوى المناسب. وبمرور الوقت، تعلم المعلمون التعامل مع الأدوات والتكنولوجيا بأنفسهم. ورغم أن معظم المدارس قد لا تستطيع تطبيق برنامجاً صيفياً كالذي تم بمشاركة جامعة فلوريدا لتدريب المعلمين، إلا أن نفس مبادئ التخطيط لتنفيذ التدريب يمكن استخدامها في أي مدرسة.

لقد تم تصميم البرنامج التدريبي للمعلمين بحيث يكون نفسه مبنياً على نموذج التعليم المدمج. قام المعلمون بأداء نشاطات مختلفة، أحياناً بشكل مباشر وجهاً لوجه مع مرشديهم وعلى الانترنت أحياناً أخرى. هذا وفر لهم الفرصة لخوض تجربة تعليم مدمج شبيهة بتلك التي يعيشها طلبتهم.

استهدف مرحلة واحدة فقط في كل مرة

قررت مدرسة ب ك يونج أنه من الأفضل البدء، وبطريقة منظمة، باستهداف مرحلة صفية كاملة بدلاً من تجربة سطحية للمعلمين والطلبة عبر المراحل المختلفة. قامت المدرسة باختيار مرحلة التاسع الأساسي لأنها تشكل نقطة البداية للتعليم الثانوي، ويمكنهم إن أرادوا الانتقال منها للمراحل الأدنى أو الأعلى.

ضع أهدافاً خاصة لكل صف

طُلِب من المعلمين المهتمين بالتعليم المدمج أن يقوموا بتقديم عروض بأفكارهم حول كيفية تحويل المنهاج الذي يدرّسونه إلى منهاج مدمج. كما طلب منهم التفكير بشكل خاص حول السبب الذي جعلهم يرغبون بإيجاد بيئة للتعليم المدمج في صفوفهم وما الثغرات التي ستعالجها هذه البيئة.

كانت بعض احتياجات المعلمين التي تقدموا بها هي حاجتهم إلى تقديم تعليم مُمايز لطلبتهم، والحاجة إلى إيجاد طرق سريعة وسهلة لأداء تقييم تقويمي، والحاجة إلى توفير الفرصة للطلبة بالوصول إلى المحتوى المطلوب 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع.

تم سؤال المعلمين بعد ذلك حول الكيفية التي سيتم بها سد هذه الاحتياجات، وما هي الوحدات التي سيتم اختيارها من المنهاج والتي يُرى أنها مناسبة لتحويلها إلى وحدات تعليم مدمج، وأن يقوموا بتقديم مقترح زمني للمشروع. أخيراً طُلب من المعلمين أن يقوموا بتحديد مخرجات محددة لمادتهم. وقد ساعدت كل هذه الخطوات في بناء الرابط بين المعلمين والدافع ليقوموا بهذا العمل.

إبقاء الأمر مباشراً أم جعله رقمياً؟

يعتبر أحد العناصر الرئيسية في عملية التعليم المدمج هو تحديد ما الذي يحقق النجاح في الغرفة الصفية وما الذي يُفضّل تحويله إلى محتوى رقمي. يجب أن يعي المعلمون أن إضافة المحتوى الرقمي لا تعني التخلي عن كل التعليم المباشر في الغرفة الصفية. يجب الإبقاء على المحتوى والأنشطة المباشرة التي تحقق الأهداف التعليمية، ثم إضافة ما يمكن أن يكون أكثر فاعلية على شكل محتوى رقمي.

كانت المخرجات تختلف من معلم إلى آخر باختلاف المحتوى الذي تم معالجته. فبعض المعلمين قاموا بإصلاح وحدات كاملة من المواد التي يدرّسونها، بينما ركز آخرون على بناء وتطبيق التقييم لعملية التعلم، وقام آخرون بمعالجة الأمر بشكل عام وقرروا تحويل جميع ما يقدمونه إلى محتوى إلكتروني لتسهيل الوصول إليه.

من الضروري البدء ببعض المخرجات المقدور عليها ثم إضافة مكونات أخرى خلال السنة أو في السنوات اللاحقة.

خطط لتوفير الموارد وإمكانية الوصول إليها

هناك أمران حاسمان يجب التفكير بهما قبل البدء بهذا المشروع وهما نوعية الموارد المتوفرة في المدرسة، ونوعية الوصول التي سيتم توفيرها للطلبة لاستخدام التكنولوجيا الضرورية لمقرر التعليم المدمج. لقد التزمت مدرسة ب ك يونج بتوفير أجهزة الحاسوب لطلبتها، كما أن لديها 800 جهاز متوافر في المدرسة. لكن رغم توافر 25 جهاز حاسوب في صفوف بعض المعلمين، إلا أن البعض الآخر لا يتوافر لديه سوى بضعة أجهزة آيباد. كما أن المدرسة قامت بتمديد ساعات دوام المكتبة ليتمكن الطلبة من الدخول إلى المحتوى الرقمي قبل بدء الدوام وحتى الساعة 5:30 مساء بعد انتهاء الدوام المدرسي.

https://www.edutopia.org/practice/blended-learning-making-it-work-your-classroom