أربع ممارسات لزيادة تفاعل الطلبة


بقلم: نيكولاس بروفينزانو (بتصرف)

إن محاولة إحداث تفاعل إيجابي من قبل الطلبة مع عملية التعليم طوال السنة هو أمر صعب، خاصة في فصل الربيع، حيث يزيد سرحان الطلبة بازدياد دفء الجو. لقد تعلمت خلال 15 سنة من التدريس أن المعلم لا يستطيع الاعتماد على حل واحد للحفاظ على تركيز الطلبة خلال عملية التعلم. هناك العديد من الطرق المختلفة لجذب انتباه الطلبة لأن هناك العديد من أنماط الطلبة. إلا أن هناك عدد قليل منها قد أحدث أثراً فعلياً في الغرف الصفية التي كنت أدرّس بها.

الخمسة الأولى

أحب أن أقضي الدقائق القليلة الأولى من الحصة الصفية في الحديث مع الطلبة. هذا الوقت يكون محوره حياة الطلبة خارج الغرفة الصفية. نتكلم عن الرياضة، ألعاب الفيديو، الأفلام، أو أي شيء آخر يدور في العالم حولنا. أريد منهم أن يعرفوا أن قيمتهم أكبر من مجرد كونهم أجساد على مقاعد الصف. هذا الاهتمام الذي أقدمه لهم يحظى بتركيز الطلبة لأنهم يحبون أن يتم التعامل معهم كأفراد. كما يعطيهم هذا الوقت الفرصة للتواصل مع أقرانهم. ففي المرحلة الثانوية قد لا يستطيع الأصدقاء رؤية بعضهم طوال اليوم (بسبب نظام تغيير الصفوف حسب المواد)، وبضعة دقائق للتواصل في بداية الحصة تعني أن الطلبة لن يقوموا بالمقاطعة فيما بعد. لقد وجدت أن تفاعل الطلبة خلال عملية التعلم قد زاد منذ أن بدأت استخدام هذه الطريقة. لا أقلق بسبب "الوقت الضائع" في البداية لأني لا أضيع الوقت فيما بعد في محاولات إسكات الطلبة وكفّهم عن المقاطعة والأحاديث الجانبية. فمجموعة سعيدة من الطلبة تعني مجموعة أكثر تفاعلاً.

أماكن للإبداع

أحياناً يحتاج الطلبة مكاناً للعلب. لقد رأيت تفاعل الطلبة يزداد بعد أن ساعدت في تأسيس مكان للإبداع (ميكر سبيس أو هاكر سبيس) في مكتبة المدرسة، حيث أصبح العديد من الطلبة يرتادون المكان لتصميم وصنع الأشياء بواسطة الطابعة ثلاثية الأبعاد. لقد رأيتهم أيضاً يستخدمون استراتيجية العصف الذهني لإيجاد أفكار تساعدهم في حل مشاكلهم في المنزل أو في أمور أخرى تهمهم. وجاءت مجموعة متنوعة من الطلبة للمشاركة في مسابقة رازبيري باي التي كنا نرعاها في هذا المكان. إن هؤلاء الطلبة يأخذون ما يتعلمونه في دروس العلوم ويطبقونه في هذا المكان حيث يقومون بتجربة صناعة مشاريع مختلفة لها معانٍ مرتبطة بهم. هذه الأفكار الرائعة توجِد الأسباب لدى الطلبة للتفاعل مع المواد الأكاديمية (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM) بطرق لم يكونوا ليأخذوا بها سابقاً.

تعتبر أماكن الإبداع فكرة رائعة لجميع الأعمار ولا تحتاج بالضرورة إلى قطعة واحدة من التكنولوجيا، فليس هذا ما يوجِد التفاعل بين الطلبة. فالأطفال يمكنهم استخدام أماكن الإبداع للحياكة وتشكيل الصلصال وطي الورق أو أي حرفة أخرى تمكنهم من الإبداع وصنع أشياء بأيديهم. الإبداع يعطيهم الحرية على اكتشاف اهتماماتهم دون التوجيه الصادر من غرفة الصف. إن إيجاد المزيد من أماكن الإبداع في المدارس والغرف الصفية هو وسيلة رائعة لزيادة تفاعل كل الطلبة.

التعلم القائم على المشاريع

هذا الأسلوب لزيادة تفاعل الطلبة هو من أفضل الوسائل في غرفتي الصفية. فحتى أقل الطلبة تفاعلاً يصبحون متفاعلين بشكل كبير عندما يحين وقت البدء بالمشروع. هناك عدة طرق لاستخدام استراتيجية التعلم القائم على المشاريع، لكني وجدت أن أفضلها هو طريقة "ترك الأمور على طبيعتها". بهذه الطريقة يُسمح للطلبة اختيار الوسيلة التي يشاؤون للتعبير بها عن فهمهم. يعطي المعلم الطلبة خطوطاً عريضة وإرشادات عامة للمشروع وطريقة تقييمه، ثم يترك باقي الترتيبات للطلبة. يقوم الطلبة بعد ذلك بإعداد المشروع وتغيير إرشادات التقييم لتتناسب مع مشروعهم، ثم يقومون بعرضه على زملائهم في الصف. يصل تفاعل الطلبة إلى أقصى حد خلال مناقشة الدروس لأن عليهم فهم المادة إذا كانوا يريدون القيام بإعداد مشروع يبيّن فهمهم. يحب الطلبة إظهار مواهبهم، فلم لا نتركهم يختارون الوسيلة الأفضل بالنسبة لهم للعمل بها؟

قد يقلق البعض من أن الطلبة سيقومون بالعمل على نوع واحد من المشاريع طوال السنة، لكني أضع المحاذير لمثل هؤلاء الطلبة. فبمجرد اختيارهم للوسيلة التي يريدون استخدامها في المشروع الأول، عليهم عدم اختيارها مجدداً طوال السنة للمشاريع الأخرى. فإذا قاموا بإعداد فيلم، لا يمكنهم إعداد فيلم آخر. هذا يجبر الطلبة على التفكير بالمشاريع المختلفة وبمهاراتهم عند اختيار الوسيلة لكل مشروع. وعندما يتقبل الطلبة فكرة ملكيتهم للمشروع – من خلال إعطائهم حرية الاختيار – فإن ذلك يزيد من تفاعلهم بشكل واضح.

ساعة العبقرية / 20 مرة

لدى موقع إيديوتوبيا Edutopia العديد من المصادر عن التعلم القائم على الاهتمامات، لكني أردت أذكر طريقة (ساعة العبقرية / 20 مرة) في هذا المقال بسبب نجاحها الكبير في زيادة تفاعل غالبية طلبتي المعارضين. هذه الممارسة تعطي الطلبة الفرصة لاستكشاف الأمور التي لديهم اهتمام بها، وذلك لفترة محددة من الفصل. يقوم المعلم بتحديد مقدار هذا الوقت، فقد يكون لمدة شهرين، أو على مدى الفصل الدراسي الواحد، أو على مدى السنة. يستخدم الطلبة وقت الحصة للتعلم عن الموضوع الذي يرغبون به، ثم يشاركون زملاءهم عن طريق المنتديات، أو ملخصات الصفية، أو حتى على شكل محاضرات تيد في النهاية. تكمن قوة هذه الطريقة في أنها تعلم العديد من المهارات، ويتحسن الطلبة لأنهم يقومون بشيء يحبونه. فهم يشحذون مهارات البحث والكتابة والقراءة والتحدث خلال تعلمهم عن الموضوع الذي تم اختياره. يتميز بعض الطلبة بطبع المعارضة، إلا أنه من خلال خبرتي فإن هؤلاء الطلبة ينتهي بهم الأمر إلى أن يحبّوا هذا النشاط أكثر من غيرهم لأنهم يجدون أخيراً الفرصة لاستكشاف الأمور الهامة بالنسبة إليهم. إن هذا الأسلوب يضمن تفاعل الطلبة منذ البداية وعلى مدى السنة.

إن تفاعل الطلبة مرتبط بتوافر الفرصة. كم مرة تسنح الفرصة أمام الطلبة للاختيار في ما يتعلق بعملية التعلم؟ هل يقوم المعلمون بالوقوف أمامهم طوال اليوم وهم يتكلمون؟ كم من المعلمين يتفاعلون حقاً عند تقديم التطوير المهني بهذه الطريقة؟ علينا العمل على استخدام أساليب إبداعية لإبقاء نسبة تفاعل الطلبة عالية لأن الطرق التقليدية في التدريس لن تناسب الجميع. أنصح الجميع بتجربة بعض هذه الطرق في الغرف الصفية الخاصة بهم. سيسعد الطلبة بذلك.

هل لديك نصائح أخرى لزيادة تفاعل الطلبة؟