مأسسة المسؤوليّة المجتمعيّة

انطلاقاً من رؤية المملكة العربية السعوديّة ۲۰۳۰ التي تعتمد على ثلاثة محاور أساسية هي المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح وتركيز الهدف السادس منها على تمكين المسؤولية الاجتماعية، ولرغبة الوزارة في تفعيل دور الوظيفة الثالثة للجامعات السعودية في خدمة المجتمع والمساهمة في تحقيق هذا الهدف بشكل مؤسسي مستدام؛ لم يعد من الممكن اعتبار الجامعات مؤسسات تعليميّة تعنى بالتأهيل المعرفي والبحث العلمي فحسب، كما لم يعد من الممكن أن تعيش أي جامعة بمعزل عن المجتمع المحيط بها، بل أصبح من أهم المسلمات التي تقوم عليها علاقة الجامعة بمجتمعها هي أن جامعاتنا تصنع مجتمعاتنا.

ومن ثم لم يعد اتصال الجامعات بمجتمعها المحلّي أمراً اختيارياً يمكن أن تقوم به الجامعات أو تتركه، بل أصبح هدفاً استراتيجياً وضرورة حتميّة فرضتها العديد من المتغيرات.

 ومن هنا جاءت أهمية مأسسة المسؤوليّة المجتمعيّة في الجامعات السعودية تأكيداً على حرص الوزارة على تفعيل المسؤولية المجتمعية تفعيلاً مؤسسياً ضمن دور الجامعات في وظائفها الثلاث التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع واعتبارها جزء لا يتجزأ من رسالة الجامعة ومستهدفاتها، والتأكيد على ذلك في قيمها وتشريعاتها الداخلية، وأن تكون المسؤولية المجتمعية محوراً رئيساً ضمن أولويات التخطيط الاستراتيجي مفهوماً وممارسة وتطبيقاً، والنظر إليها نهجاً أخلاقياً التزاماً ومشاركة.