سعيد عقل

سعيد عقل

رحل سعيد عقل الشاعرالكاتب والفيلسوف وصاحب أجمل الأقلام اللبنانيّة وأقواها فكرا ، شعرا ، تاريخا وفلسفة.

نعم رحل سعيد عقل في الثامن والعشرين من تشرين أول لهذا العام .

يعتبر سعيد عقل من أبرز الوجوه الشّعريّة والأدبية في العالم العربيّ عامة وفي لبنان خاصة حيث ولد في زحلة عام 1912 لأم ملاك فورث عنها الطهارة، وأب نهر في  الكرم فأخذ عنه العطاء.

أقام في بيروت ، عمل في الصحافة وتابع دراسته في مدرسة الأداب الجامعة اللبنانيّة ومارس مهنة التدريس في جامعة الروح القدس .

كتب المسرحيات الشعرية مثل : بنت يفتاح ، ملحمة المجدلية وقدموس .

جمع التاريخ والأسطورة في كتابه "لبنان إن حكى "، ومن دواوينه الشعرية "رندلى" ، "أجمل منك لا" ، "يارا" ، "خماسيات" ...

امتاز قلمه بالدّقة والإيجاز واعتبره النقاد أول كلاسيكيّ في لبنان.

كتب الأغنية المفعمة بالحب والجمال وغنت له فيروز عدة قصائد منها قصيدة  سائليني؛

 " سائليني حي عطرت السلام.       كيف غار الورد واعتل الخزام ".

وقد تغنى بقصائده بالعواصم العربيّة: دمشق ، شام، عمان وبيروت...

فقال :

" شام أرض الشهامات التي اصطبغت   بعندمي تمته الشمس منسكب"

 

ومن أشهر قصائده "غنيت مكة"،التي اصطبغت بالصبغة الإسلامية المحضة في حين أن  عقل في ديانته نصرانيّ، إلا أنه كان يدعو إلى التآخي بين كافة الديانات ، فلا عجب أن جاءت قصيدته هذه من حيث شعوره الحقيقي، إزاء المسلمين، المتسم بمشاركتهم فرحتهم وصلواتهم في موسم الحج  .

                                       غنيت مكة

غنيت مكة أهلها الصيد و العيد يملأ أضلعي عيدا

فرحوا فلألأ تحت كل سما بيت على بيت الهدى زيدا

وعلى اسم رب العالمين علا بنيانه كالشهب ممدودا

يا قارئ لقرآن صل له، أهلي هناك وطيب البيدا

من راكع ويداه آنستا، أن ليس يبقى الباب موصودا

أنا أينما صلى الأنام رأت عيني السماء تفتحت جودا

لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا

ضج الحجيج هناك فاشتبكي بفمي هنا يغر تغريدا

و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا

لا قفرة إلا و تخصبها إلا و يعطي العطر لاعودا

الأرض ربي وردة وعدت بك أنت تقطف فإروي موعودا

و جمال وجهك لا يزال رجا ليرجى و كل سواه مردودا

اعداد الطالبة: سعاد نصار.