الشيخ دنون - قصة قرية

بعد اعتراف دولة إسرائيل بها في العام 1978، شهدت الشيخ دنون هجرة إيجابية من قرى مجاورة، خاصةً من سكان قرية المزرعة مما أدى

إلى ازدياد عدد سكانها حتى بلغ ما يقارب الـ 2500 نسمة...

يعود تاريخ قرية الشيخ دنون إلى عصر صلاح الدين الأيوبي ومعاركه ضد الصليبيين في المنطقة. ويـُذكر أن بعضًا من جنوده

استشهدوا في منطقة القرية، أحدهم يدعى – داوود، والآخر يدعى – دانون. دُفن الأول، داوود، على تلة، أما الآخر، دانون، فقد دُفن

على سفح تلة أخرى في الجهة الجنوبية الغربية. ومنذ ذلك الحين، بدأ تجمع بعض السكان للإقامة والسكن على التلة التي دفن عليها

الشيخ داوود. وعلى مدار الزمن، تأسست قرية سميت وعرفت على مدار السنوات بقرية الشيخ داوود، كما أقيم على قبر الشهيد مقام

استعمل ما حوله مقبرة لأموات المقيمين حوله. بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، نزح العديد من سكان قرية الشيخ داوود ثم عاد

قسم ضئيل من سكانها إلى مكانهم وواصلوا السكن حول مقام الشيخ داوود.

ولم يُعترف بالقرية كقرية رسمية حتى العام 1978، إلا أن السلطات أصرّت على تسميتها رسميًا بقرية "الشيخ دانون" بتعديل بعض

حروف الاسم "دنون"، ومن ثم تم تحديد مُسَطـَّح بناء للقرية ليشمل منطقة مقام الشيخ دنون الذي دُفن على سفح التلة واستخدم مقامه

كمسجد لأداء الصلوات إلى يومنا هذا.

أمـّا ما يخص المنطقة الشمالية الغربية من المنطقة والتي تم بناء محطة توليد كهرباء فيها ومقبرة إلى جانبها، فقد استخدمت لدفن موتى

"نتيف هَشـَياراه" الواقعة غربي القرية وذلك بين السنوات 1950-1960. واستمر سكان "نتيف هَشـَياراه" في دفن موتاهم في هذا

المقر رغم كونه تابعـًا إلى مُسَطـَّح قرية الشيخ دنون، حتى العام 1970. ومنذ ذلك الحين، توقفت عملية الدفن، وهناك نوايا لتخطيط

استراتيجي لنقل المدفونين إلى مقر آخر، إلا أن الأمر لم ينفذ إلى يومنا هذا.

في السبعينيات، بادرت السلطات إلى محو آثار كانت خاصة بمنطقة الشيخ داوود، ومن ضمنها قلعة عُرفـَت باسم "البيك" والتي

كانت مقرًا لحكام المنطقة على مدار سنين وكان فيها مشنقة لتنفيذ أحكام الإعدام في العصرَيْن، التركي والإنجليزي .مع السماح

لبعض النازحين بالعودة إلى القرية، بدأ نازحون آخرون في التوافد من قرى من منطقة الجليل الغربي, وخاصة العديد من السكان

الاصليين من قرى "الغابسية"، "الفرج" و"عمقا", إلى القرية. كما شهدت القرية نزوح آخر في عهد دولة إسرائيل بين السنوات

1975-1965، بعد امتناع الدولة عن الاعتراف بالقرية كقرية رسمية، وبعد تدهور أوضاعها وافتقارها إلى مُسَطـَّح بناء وشوارع

وخدمات كالمياه والكهرباء، الأمر الذي صعَّب معيشة سكانها، فأرغموا على الهجرة إلى قرية أبو سنان، مما أدى إلى تدني عدد

سكانها بنسبة تزيد على 30%.

لكن، وبعد اعتراف الدولة بالقرية عام 1978، شهدت القرية هجرة إيجابية من قرى مجاورة خاصةً من سكان قرية المزرعة مما أدى

إلى ازدياد عدد سكانها حتى بلغ ما يقارب الـ 2500 نسمة يتوزعون على ما يقارب الـ 500 بيت. اعتاش سكان القرية على مدار

السنوات الماضية على الزراعة وخاصة زراعة التبغ، ومن ثم تحول قسم منهم إلى أعمال حرة خاصة أعمال البناء. ومع مرور

الوقت، بدأ الاهتمام في الثقافة والدراسة حتى وصلت إلى المستوى الذي هي عليه الآن. ومنذ الاعتراف بها، تتبع قرية الشيخ دنون

إلى مجلس إقليمي سُمِّي في حينه مجلس "جعتون" ومع مرور الزمن، تحول إلى مجلس "ماطي أشير". ومن الجدير بالذكر أن القرية

وصلت خلال الأعوام الأخيرة إلى مستوى عال ٍ وتتوفر فيها كافة المرافق والخدمات المطلوبة للعيش الكريم لسكان القرية مثل:

الطرقات، المرافق التعليمية، المرافق الصحية والمرافق الدينية.